عن 84 عاماً، توفي في نيويورك الفنان التشكيلي كريستو، متأثراً بوباء «كورونا»، حسبما أعلن مكتبه في رسالة نشرت على حسابه في «فيسبوك» أمس.
وحاز كريستو شهرة عالمية كمهندس لأعمال فنية مؤقتة تقوم على تغليف معالم وصروح ضخمة في كبريات المدن، وتحويلها إلى ما يشبه علب الهدايا. وكان من المقرر أن يحقق الفنان آخر مشروعاته في باريس بتغليف قوس النصر في جادة «الشانزليزيه»، لكن وباء «كورونا» عرقل التنفيذ الذي تأجل إلى الخريف المقبل.
كريستو فلاديميروف جافاشيف، هو فنان بلغاري المولد درس الرسم والنحت في معهد الفنون الجميلة في صوفيا، وعانى من التوجيه الذي كان النظام الشيوعي يفرضه على الفنانين. وهو ما دفعه إلى الهرب من موطنه إلى النمسا، عام 1956، واستقر بعد سنتين في باريس، حيث كان يرسم لوحات زيتية لأشخاص حسب الطلب يوقعها باسم «جافاشيف». وكان من بين الذين رسمهم زوجة الجنرال جاك دو غيلبون، مدير معهد «البوليتكنيك». وبتلك المناسبة تعرف على جان كلود، ابنة الجنرال المولودة في الدار البيضاء، حين كان والدها يخدم في المغرب، وتزوجها لتصبح مساعدته في كل مشروعاته الفنية الضخمة اللاحقة. وفي العاصمة الفرنسية، تعرف الفنان البلغاري على جماعة «الواقعية الجديدة»، واتجه إلى تقديم أعمال يستخدم فيها مواد مهملة في حاويات القمامة.
انتقل الزوجان للإقامة في نيويورك، منتصف الستينات، وحصلا على الجنسية الأميركية. ومن مقرهما الواقع في الطابق الخامس من مبنى بدون مصعد، في حي سوهو، واصلا العمل كفنانين طليعيين بعد أن تحولت جان كلود من مديرة لأعمال زوجها إلى شريكة فنية تضع توقيعها إلى جانب توقيعه. وكان كريستو قد نال شهرة عالمية باعتباره الفنان الذي «يغلّف» المدن. فقد لفت الأنظار إليه حين نجح في تغليف «بون نوف»، أحد أشهر جسور باريس القديمة. ومن أشهر تلك المشروعات تغليف مبنى البرلمان الألماني «الرايشتاغ» في برلين عام 1995. وفي عام 1992، بدأت جان كلود التخطيط لتعليق لوحة طولها 10 كيلومترات فوق نهر أركنساس في كولورادو، وكان ذلك آخر أعمالها قبل رحيلها عام 2009.
أما الزوج فقد عاد إلى فرنسا لتقديم منحوتة ضخمة باسم «مصطبة»، في بلدة جان بول دو فانس، جنوب البلاد. وكانت المنحوتة مؤلفة من المئات من براميل النفط بالحجم الطبيعي، ملونة بألوان قوس قزح