كشفت دراسة حديثة، أن النظر إلى ضوء أحمر داكن لدقائق معدودة يمكن أن يُشكل فارقاً كبيراً في منع ازدياد ضعف نظرك مع التقدم في السن، وأوضح تقرير لشبكة CNN الأمريكية أن تحسين ضعف النظر المتزايد سيكون سهلاً مثل تنظيف الأسنان أو الحلاقة، ومادامت الدراسات المستقبلية ستدعم الأمر فربما تحفظ لك نظرك.
علاج منزلي لضعف البصر: تقرير الشبكة الأمريكية، الذي نُشر الثلاثاء 30 يونيو/حزيران 2020، قال إنه وفقاً للدراسة الجديدة التي نُشرت هذا الأسبوع في دروية The Journals of Gerontology العلمية، فإذا تكرّرت النتائج في الدراسات المستقبلية، وأقرّتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ربما يبشر هذا الضوء بعصر جديد يمكن لملايين البشر فيه الوصول إلى علاج منزلي وسهل لأعينهم.
كما أضافت أنه ربما يمنحهم خط حماية جديداً ضد عمليات الشيخوخة الطبيعية التي تسرق منا حساسية أعيننا للضوء والقدرة على تمييز الألوان.
قال مُعد الدراسة الرئيسي غلين جيفري، أستاذ علم الأعصاب في معهد الرمد بجامعة لندن كوليدج: “لست بحاجة لاستخدامها لفترات طويلة لتحصل على نتائج قوية”.
أضاف جيفري أن العلم ينجح في هذا لأن الضوء يحسّن من صحة الميتوكوندريا، التي تعمل عمل البطارية في الخلايا.
لأن الميتوكوندريا متورطة في الكثير من الأمراض يمكن لمثل هذه الاستنتاجات أن تؤدي بنا إلى علاجات جديدة لأمراض مثل الشلل الرعاش والقدم السكري.
كل ما يستغرقه الأمر دقائق معدودة: كانت الدراسة صغيرة، مجرد دراسة تجريبية لاختبار الفكرة. اختبر الباحثون 12 رجلاً و12 امرأة، تتراوح أعمارهم بين 28 و72 عاماً. وأعطوا لكل مشارك مصدراً ضوئياً بحجم اليد، يبعث ضوءاً أحمر طوله الموجي 670 نانومتر. وهذا الطول يميل نحو أطول طول موجي في نطاق الضوء المرئي، وأقصر قليلاً من طول الأشعة تحت الحمراء، التي تكون عادة غير مرئية للعين البشرية.
قضى المشاركون ثلاث دقائق يومياً من النظر إلى الضوء لمدة أسبوعين.
تعمل الأضواء على كل من المخاريط والعصي في العين. والمخاريط هي الخلايا التي تستقبل الصورة وتحدد الألوان، وتعمل على نحوٍ أفضل في الظروف ذات الإضاءة الجيدة. أما العصي التي تُشكِّل غالبية الخلايا، فهي خلايا الشبكية المتخصصة في الرؤية في الضوء الخافت، وفقاً للجمعية الأمريكية للرمد.
تحسُّن كبير لمن هم فوق الـ40 عاماً: قاس الباحثون وظيفة المخاريط في أعين المشاركين عن طريق التعرف على حروف ملونة ذات تباين قليل مع الألوان المحيطة. وقاسوا حساسية العصي بالتعرف على الإشارات الضوئية في الظلام.
كان هناك تحسّن بنسبة 14% في القدرة على رؤية الألوان، أي حساسية المخاريط لتباين الألوان لدى جميع المشاركين.
لكن التحسّن لدى المشاركين ممن تجاوزت أعمارهم الأربعين عاماً كان أكبر بكثير. فبالنسبة لهذه الأعمار تحسنت حساسية المخاريط لتباين الألوان بنسبة 20% على مر الدراسة.
شهدت هذه الفئة العمرية أيضاً زيادة في حساسية العصي، المرتبطة بالقدرة على رؤية الأضواء الخافتة. حظي المشاركون ممن كانت أعمارهم أقل من 40 أيضاً ببعض التحسن، لكنه لم يكن مثل القفزة التي شهدها المشاركون الأكبر سناً، فأعين صغار السن لم تكن تتراجع كفاءتها بمقدار الأعين العجوز.
قال جيفري: “الشبكية تتقدم في العمر أسرع من أي عضو آخر في الجسم”، مضيفاً: “من وجهة نظر تطورية، فنحن بالأساس لا نعيش بعد سن الأربعين”.