لم تنتظرِ الحكومةُ أمرَ الذّهابِ إلى الشرق فأتتِ الصينُ إلى السرايا على وعودِ الاستثمارِ في كلِّ القطاعات ومِن دولةٍ إلى دولة وعلى مرمىْ حجَرٍ وقَع على بيتِ الوسط أُصيب سعد الحريري بلفحةِ الهواءِ الأصفر فاستعاد أمجادَ عَلاقاتِه وعَلاقاتِ الشهيد رفيق الحريري حين شرّقَ وغرّبَ بينَ الصين وروسيا وهي الجملةُ المفيدةُ التي تفوّهَ بها في دردشةٍ طارئةٍ دعا إليها وانتَقل فيها من الهلوسةِ إلى حُلمِ اليقَظة فطرح نفسَه مجدداً في سوقِ الأسهمِ الحكوميةِ وحَسمَ الأمرَ بينَه وبينَ نفسِه بالقول: أنا مستعدٌّ للعودةِ بشروطي ونُقطةْ على السطر. لكنّ حكومةَ حسان دياب لم تصلْ إلى آخرِ السطر وهي باقيةٌ ما بقيَ العهد وشروطَ البقاءِ مرهونةٌ بإصلاحاتٍ لم توضعْ بعدُ على أولِ السطر وهي إصلاحاتٌ أصبحَت بنداً رئيساً في مفاوضاتِ صُندوقِ النقدِ الدَّوليّ بعدَ شرطِ التوافقِ اللبنانيِّ اللبنانيِّ المعلّقِ على حبلِ الخلافِ بالأرقامِ بينَ الحكومةِ والمصرِفِ المركزيّ وعلى هذا المؤشّرِ السّلبيّ يَبني صُندوقُ النقدِ المُقتضى بعدما تحوّلَ الخلافُ إلى مَهزلةِ المهازلِ أمامَ الأجانب بقولِ رئيسِ جمعيةِ المصارفِ سليم صفير حين سُئل ماذا جاء يفعلُ في السرايا؟ فأجاب: “معزوم على كاس ويسكي”. وإلى أن تذهبَ السَّكرة جاءَتِ الفَكرة وضرَبَت بعضاً ممّن تناوبوا على ما ابتُلينا به مِن مصائب سعد الحريري يطالبُ بالإصلاح من دونِ تمييزٍ بين ما أفسدتْه حكوماتُه والحكوماتُ اللاحقة وما أورثوهُ من عَجزٍ ماليٍ وقِطاعاتٍ فارغةٍ مِن الإنجازاتِ المحشوةِ بعُبُوّاتِ التوظّيفاتِ العشوائيةِ والمحاصصةِ واللائحةُ تطول وليد جنبلاط يَصِفُ الحكومةَ بأنها حكومةُ اللاشيء والعدَمِ والإفلاسِ والجوع وملائكتُه حاضرةٌ في الواقعِ المأساويّ والانهيارِ الحاصل وئام وهاب يكتُبُ ويَمحي لا حزناً ولا فرحًا إيلي الفرزلي يتنقّلُ تنقلَ الحجَل بينَ عينِ التينة وبيتِ الوسَط للم ِّالشملِ والتسويقِ بأنّ التركيبةَ الحكوميةَ باتت بحاجةٍ إلى إعادةِ نظر ولبَنُ العُصفور يتحضّرُ مِن جديدٍ في إغراءٍ سياسيٍّ يقدّمُه بري الى الحريري ويتطلّعُ على جودتِه جبران باسيل لكنّ قِصَرَ النظرِ عند حكومة حسان دياب جعلَ من الخلافِ على الأرقامِ فضيحةَ الفضائح أمام الناس وأمام النقد الدولي وفي معرِضِ الهجومِ دفاعاً عن حكومتِه يكتفي بـــــ لا إله ويسكُتُ عن تسميةِ الأمورِ بأسمائها ويتحدّثُ عن مطالبتهِ بالإصلاح وفي المقابل يقومونَ بحمايةِ الفساد ويحصّنون الفاسدين ويمنعون علينا الحصولَ على ملفاتِ الأموال المنهوبة. “ويا دارة دوري فينا” من معزوفةِ تجهيل ِالفاعل. أما بعد النظرِ فتحدّد مداه عند نُقطةِ اليرزة حيث يتمترسُ السفيرُ السعوديُّ في بيروت وليد البخاري وفي المطبخ السعوديّ لقاءاتٌ معَ سفراءَ أجانب لعلّ أبرزَها مع نظيرتِه الأميركية دوروثي شيا صار البخاري لولبَ الحركة الداخلية ومن إيجابياتِ كورونا أن ما كان يدورُ في السرّ من لقاءات واتفاقيات صار في العلن وبلقاءات إن لم تكن عن بعدٍ فبالتباعد ومن مفاعيلِ ما يجري على أرضِ الواقع فإن مقاطعةَ السعودية للمراجع اللبنانية في سُدةِ المسؤولية في ظلِّ التهديداتِ الأميركية بالعقوبات فإنّ المملكةَ ومعها الغربُ نأت بنفسِها وتركت المسرحَ للشرق من الصين إلى روسيا إلى إيران والأهم تركيا التي ثبتت أقدامَها على الأرض اللبنانية ولها حلفاءُ يديرون أعمالها ولأصابعِها بصمة في الأحداثِ على الساحة الداخلية وقد تمدّدت شمالاً على جَناح مدّ يد العون للعائلاتِ المحتاجة في عكار وطرابلس “وحيط لبنان صار واطي” أمام الباب العالي.