اجتمع على ابنِ الهرمل عليّ ” كل ّ الاشيا الكافرين ” فرتّب انتحاراً فاضحاً للسلطة استحصل على سِجِلٍ بقاعيٍّ خال ٍ من الأحكام كَتب رسالةً من جملتين : أنا مش كافر وأطلق النارَ على نفسِه في شارعِ الحمرا على مرمى مِن خَشَبةِ مسرحِ المدينة .
وعلى توقيتِه كان سامر حبلة يَلُفُّ حبلَ المِشنقه حولَ عُنُقِه في جدرا متخلّصاً من عبءِ حياةٍ مرهقةٍ معيشيًا ولا تتيحُ له توفيرَ دواءٍ لأسرتِه.
حالتا انتحارٍ في يومٍ واحدٍ اتّخذتا القرارَ السريعَ بإنهاءِ المأساةِ وعدمِ الانتظارِ الى حينِ بزوغِ فجرِ الإصلاحاتِ بعدَ إنهاءِ الخلافاتِ بينَ صُندوقٍ وحكومةٍ وحاكم. ولم يكُن لعلي وسامر أيُّ شغَفٍ في ترقّبِ نتائجِ التدقيقِ الماليِّ الجنائيِّ والمركزِ والمحاسبيِّ على مختلِفِ أنواعِه ولا هما ابتاعا الوهمَ في أسماءٍ مُنقِذةٍ قديمةٍ مستجِدةٍ لرئاسةِ الحكومة فقرارُهما نابعٌ من وجعٍ أسلمَ الروحَ وكتَبَ النهاياتِ بوسامِ شرفٍ مِن رُتبةِ جائع
البلد كافر هكذا أنهى علي سيرةَ وطنٍ يَشحَذُ شرقًا وغربًا ويَذرِفُ خلافاتٍ على أبوابِ صُندوقِ نَقدٍ دَوليّ .
ومعَ إغلاقِ أبوابِ المانحين والعصا الأميركية ِالمرفوعةِ باتجاهِ أيِّ دولةٍ تُنقذُ لبنانَ اخترقَ العراقُ اليومَ مشهدَ الحصارِ وحطَّ في بيروتَ وفدٌ عِراقيٌّ ضمَّ وِزراءَ الزراعةِ والتربيةِ والطاقةِ والصناعةِ وأجرى محادثاتٍ معَ رئيسِ الحكومةِ حسان دياب لمناقشةِ إمكانِ التبادلِ التجاريِّ بينَ البلدَين باستيرادِ النِّفطِ في مقابلِ استيرادِ العراقِ المنتوجاتِ اللبنانيةَ الصِّناعيةَ والزراعية
ويبدو أن أميركا وَجَدت في هذا التعاونِ أهونَ الشَّرينِ فهي تفرِضُ فيتو تجارياً على الصين وتعاقِبُ إيرانَ ولا تطمَحُ إلى تعاظمِ نفوذِ روسيا في المِنطقة. وسبق لها أن أنَّبت رئيسَ مجلسِ وزراءِ العراقِ السابقَ عادل عبد المَهدي لأنه تجرّأ على فتحِ الأسواقِ العراقيةِ معَ الصين وأبرمَ صَفَقاتٍ تجاريةً وَصَلَت الى خمسِمئةِ مليارِ دولار وقبل أن يُنفّذ طار مِن مَنصبِه.
وتقطعُ أميركا اليومَ طريقَ الحرير على لبنان وتقفُ في وجهِه كالسُّورِ العظيم غيرَ أنّها تَغُضُّ الطرْفَ عن تبادلٍ تجاريٍّ عراقيٍّ لبنانيٍّ سيتطلّبُ لاحقاً الاستعانةَ بمَعبرِ ناصيب الحدوديِّ بينَ سوريا والأردنّ والتفاوضَ تالياً معَ الجانبِ السوريِّ على تسييرِ حركةِ البضائع. والانفتاحُ العراقيُّ السوريُّ على لبنان سوف يَعني أنّ حكومةَ حسان دياب زُوّدت مضخةً للبقاءِ تحارِبُ الفيروسَ الرئويَّ الذي ألهبَ اقتصادَها. وطالما لم يعترضوا فإنّ الاميركيينَ يباركونَ التبادلَ العراقيَّ اللبنانيّ وإن كانتِ الصينُ قد بدأت بدورِها استطلاعَ خطِّ التبادل وسفيرُها بحثَ اليومَ معَ وزيرِ الطاقة ريمون غجر ما يمكنُ أن تقدّمَه بكين رسميّاً ومِن دولةٍ الى دولةٍ في مجالِ الكهرَباء.
وتُنعشُ هذه الحركةُ الحكومةَ المترنحةَ التي أُصيبت بالهلَعِ مِن جراءِ قرقعةٍ سياسية واحدةٌ رَشّحت العفيف نجيب ميقاتي وثانيةٌ كاد يتركُ بها ترامب حملتَه الانتخابيةَ لدعمِ محمّد بعاصري وثالثةٌ حركّتِ الشعورَ القوميَّ الحكوميَّ لسعد الحريري فبدأ بإطلاقِ شروطٍ ولم يكن أحدٌ قد طلَبَ يدَه للرئاسةِ بعد.
لكن التلويح بحكومة جديدة لم يكن سوى تحرش ٍ سياسي لتقليم اضافر ِ حسان دياب دفعا ً للتحرك وانجاز المفيد ولهاذ التحرش جزء ثان ٍ موجه الى الرئيس نبيه بري ومفاده : اذا اردت العودة الى لبن العصفور فاعلن عن ذلك على الملأ وإذا لم تكن جادا في حكومة جدديدة فجع حسان دياب يعمل ولا تضع العصي في دواليبه. وبينَ قرعِ طبولِ الأسماءِ البديلة كان السفيرُ السُّعوديُّ لدى لبنان وليد البخاري يُجري تدقيقًا سياسيًا جنائيًا محاسبيًا مركّزاً و”الفورنزك “اوديت الخاصُّ بالبخاري بدا أنه تكليفٌ سياسيٌّ ستعتمدُ بموجِبِه دولُ الخليجِ وأميركا والغربُ على نتائجِ توصياتِه التي لن تكتملْ ما لم يوسّعْ سفيرُ المملكةِ دائرةَ معارفِه السياسية لتشملَ رئيسَي الجُمهوريةِ والحكومةِ اللذينِ يقاطعُمها حتّى الساعة. والى حينِ التماسِ البُخاري هلالَ الجميعِ من دونِ تفرقة فإنّ التِّرياقْ مِن العراق فيما الدولارُ و كما أعلن حاكمُ مَصرِفِ لبنان رياض سلامة مِن السرايا سيبدأُ ضخّه الأُسبوعَ المقبلَ عَبرَ المصارفِ لاعتمادِ الاستيراد .