استعان علماء الفلك بتلسكوب عملاق يوجد في دولة تشيلي للوقوف على ذلك الاكتشاف الكبير والغريب، وهو عبارة عن توهج أحمر خافت لا يُرى إلا من على سطح كوكب الأرض فقط، ويبلغ ذروة توهجه البعيد من خلال ثقب بعيد في الغبار الكوني. ويشع هذا التوهج الخافت من قبل منطقة تُعرف لدى علماء الفلك باسم «القرص المائل»، ويمكن أن يسلط الأضواء على المصدر الرئيسي لقوة مجرة درب التبانة الحلزونية، حسب صحيفة «ميرور» البريطانية. ولقد استعان علماء الفلك بالتلسكوب «وهام» (التلسكوب ويسكونسن إتش ألفا راسم الخرائط)، والموجود في دولة تشيلي، في ذلك الكشف الكبير.
ولا يمكن رؤية ذلك التوهج الأحمر الخافت إلا من على سطح الأرض – وهو يبزغ من خلف ثقب بعيد في الغبار الكوني. ويقول فريق علماء الفلك الأميركيون إن هذا التوهج يمثل دلالة قوية على وجود غاز الهيدروجين المتأين، المنبعث عن النجوم البعيدة حديثة التكون. ولقد عكفوا على تحليل المصدر بمقارنته بالألوان الأخرى المرئية الصادرة عن النيتروجين والأكسجين المتأين. وتستقر منطقة «القرص المائل» – والتي تتخذ اسمها من اتجاهها المداري – في قلب منطقة الشريط المركزية في مجرة درب التبانة.
وقال الدكتور لورانس هافنر، من جامعة إيمبري ريدل لعلوم الطيران في ولاية فلوريدا: «من دون وجود مصدر مستمر للطاقة، تقابل الإلكترونات الحرة بعضها بعضاً ثم تتجمع مرة أخرى لتعود إلى الحالة المحايدة في فترة زمنية قصيرة نسبياً. والمقدرة على رؤية الغاز المتأين من هذه المسافة بوسائل جديدة من شأنه مساعدتنا على اكتشاف أنواع المصادر التي ربما تكون مسؤولة عن إمداد الغاز المتأين بالطاقة طيلة هذا الوقت».
روبوت عالم يضاعف سرعة الاكتشافات العلمية آلاف المرات
أماط العلماء من جامعة ليفربول البريطانية اللثام عن زميل آلي كان يعمل من دون توقف في مختبرهم الجامعي طوال فترة الإغلاق السابقة. ويتعلم الباحث الآلي – الذي بلغت تكلفة صناعته 100 ألف جنيه إسترليني – من نتائج أعماله بهدف تحسين تجاربه.
وقال بنيامين برغر، أحد مطوري الباحث الآلي، موضحاً الأمر: «يمكنه العمل بصورة مستقلة تماماً، ولذلك أستطيع إجراء التجارب بسهولة من المنزل»، حسب موقع (بي بي سي).
ويقول العلماء إنه يمكن الاستعانة بهذه التقنية الحديثة في الإسراع من الاكتشافات العلمية بآلاف المرات. وجاء تقرير حديث صادر عن الجمعية الملكية للكيمياء ليضع استراتيجية بحثية وطنية جديدة لما بعد زوال وباء كورونا المستجد، وذلك بالاستعانة بالروبوتات، وتقنيات الذكاء الصناعي، والحوسبة المتقدمة في جزء من مجموعة من التقنيات التي ينبغي استخدامها والاعتماد عليها بصورة عاجلة من أجل مساعدة العلماء الملتزمين بمعايير التباعد الاجتماعي الحالية في مواصلة البحث عن مختلف الحلول للتحديات العالمية الراهنة والناشئة.
ويعمل الباحث الآلي في الوقت الحالي على إجراء سلسلة من الاختبارات المعنية بالعثور على محفز من شأنه تسريع التفاعل الذي يجري داخل الخلايا الشمسية.
لكن البروفسور آندي كوبر – وهو العالم المختص في المواد والذي وضع الباحث الآلي في العمل داخل المختبر الجامعي – قال إنه يمكن الاستعانة به في مواجهة وباء كورونا المستجد. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية: «وصلنا الكثير من الاهتمام بذلك الباحث الآلي من المختبرات الأخرى التي تعمل على أبحاث مكافحة وباء كورونا». وأضاف البروفسور آندي كوبر يقول: «سواء كان الأمر يتعلق بوباء كورونا أو بالتغيرات المناخية العالمية، فهناك الكثير من المشاكل التي تحتاج حقاً إلى التعاون الدولي. ولذلك تتمحور رؤيتنا في المرحلة المقبلة على امتلاك العديد من مثل هذه الروبوتات واتصالها ببعضها بعضاً في كافة أنحاء العالم عن طريق خادم مركزي موحد يمكن أن يوضع في أي مكان. ونحن لم نتمكن من تنفيذ ذلك حتى الآن – ولكنه مثال أولي يعبر عما نود القيام به في المستقبل».
فحص جديد للتنبؤ بالأمراض عبر «البصمة الغذائية»
أسفرت نتائج دراسة لباحثين من إمبريال كوليدج – لندن في بريطانيا، عن تطوير اختبار تحليل يمكنه التقاط «بصمة التغذية» للشخص، بما يساعد في التنبؤ بالأمراض التي يمكن تصيبه.
ويسهم النظام الغذائي بشكل رئيسي في صحة الإنسان، ويصعب قياسه بدقة لأنه يعتمد على قدرة الفرد على تذكر نوعية الطعام الذي تناوله وكميته، وأظهرت تطبيقات يتم استخدامها لتتبع الوجبات الغذائية وكمياتها نتائج غير دقيقة، وهي المشكلة التي يحلها اختبار «بول» مدته خمس دقائق يبحث عن جزيئات ينتجها الجسم أثناء التمثيل الغذائي الخلوي، تسمى «المستقلبات».
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر فوود» الشهرية، تمكن باحثو إمبريال كوليدج – لندن، بالتعاون مع شركائهم في جامعتي نورث وسترن وإلينوي بشيكاغو الأميركية، من تحديد الارتباط بين 46 من المستقلبات وأنواع الطعام المختلفة، وذلك من خلال العمل مع 1848 مشاركاً.
ويشرح بول إليوت، رئيس قسم علم الأوبئة وطب الصحة العامة في إمبريال كوليدج – لندن، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره أول من أمس موقع «ميديكال نيوز توداي» فكرة الاختبار قائلاً: «من خلال القياس الدقيق للنظام الغذائي للأشخاص وجمع بولهم الذي يتم إفرازه على مدار فترتين خلال 24 ساعة، تمكنا من إنشاء روابط بين المدخلات الغذائية والمخرجات البولية للمستقلبات التي قد تساعد في تحسين فهم كيفية تأثير نظامنا الغذائي على الصحة، حيث إن للنظم الغذائية الصحية نمطا مختلفا من المستقلبات في البول عن تلك المرتبطة بنتائج صحية أسوأ». ويضيف «تمكنا على سبيل المثال من تحديد المستقلبات الخاصة باستهلاك الكحول والحمضيات والفركتوز (سكر الفاكهة)، واللحوم الحمراء والبروتينات الحيوانية الأخرى مثل الدجاج، كما ارتبطت المغذيات الأخرى، بما في ذلك فيتامين C والكالسيوم بأنواع أخرى من المستقلبات».
ومن خلال الربط بين نوع الغذاء والمستقلبات، أصبحت النتائج الصحية واضحة، فعلى سبيل المثال، وجدنا أن مستقلبات حمض الفورميك والصوديوم مرتبطة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم. ويسعى الفريق البحثي لاختبار هذه النتائج على عدد كبير من الأشخاص، ويقول إليوت: «نسعى لاستخدامها من أجل اكتشاف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».