أنظروا إليها إنها تقتربُ مِنَ الشواطئِ اللبنانية/ لتُفرِغَ حمولتَها في معاملَ لا طاقةَ لها على إنتاجِ الطاقة/ وعلى وعودِ الغجر بكهرَباءَ في البحر العَتَمةُ سيدةً حرة/ والانفراجُ متوقّعٌ قبلَ نهايةِ العام/ والمازوتُ يلحقُ بالفيول وأصحابُ المولِّداتِ لحِقوا بمؤسسةِ الكهرَباء وفرضوا تقْنيناً قاسياً على المواطنين ونور المسؤولين “بكفي وبوفي”/./ لكنّ وعودَ الانفراجِ مؤهّلةٌ للانفجارِ على خطوطِ التوترِ العالي اجتماعياً/ حين تقرّرُ أعرقُ المؤسّساتِ كالجامعةِ الأميركيةِ الاستغناءَ عن ألفِ موظّفٍ يعادلونَ ألفَ أسرة ، ودموعُ بعضِ هؤلاء المصروفين انهمرت كوجع مر.. وباتت تنشد العلاج من دار جامعية لطالما كانت الدواء فاصبحت الداء/ وإذا كانت جُرثومةٌ قد حاصَرت سبعَ قاراتٍ وخَلّفت ما خلّفتْه من تَبِعاتٍ اقتصاديةٍ واجتماعية/ فإنّ نكبةَ لبنانَ مضاعفةٌ في مالِه المنهوب وفسادِ مسؤوليه “كلن يعني كلن” بشهادةٍ مِن أهلِ البيتِ العوني/./ ومِن دونِ لفٍّ ولا دوران قال النائب شامل روكز جميعُهم مسؤولونَ عن الأزْمةِ ولا أُعفي رئيسَ الجُمهورية/ خاض روكز معركةً بلا سلاحٍ ثقيلٍ وكمِغوارٍ هَجَمَ على السلطة ومِن ضِمنِها التيارُ الوطنيُّ الحرُّ في حربِ كَسرِ عَظم لم تَستثنِ أحداً/ وطلائعُ المعركةِ ظهرَتِ اليومَ في اتحادِ الإنقاذِ الوطنيّ و”مواطنون ومواطنات في دولة” بتظاهرةِ البديل موجود/ معطوفةً على إعلانِ ولادةِ جبهةٍ مدَنيةٍ وطنية/./ توحّدتِ السلطةُ لحمايةِ مصالحِها/ وما على الشارعِ إلا إعلانُ الوَحدةِ مِن رَحِمِ السابعَ عَشَرَ مِن تِشرين طلباً للإصلاح في أمةٍ سياسيةٍ مفسدة/ وحكومةٍ باعت الناسَ إصلاحاً في بحر/ وأصبحت شريكاً مضارباً في سوقِ المحاصصة/ وهي إجراءاتٌ لم تعد مطلبَ الشارع وحسْب بل جرى تدويلُها وأصبحت في قائمةِ الشروط لمساعدةِ لبنان/ لكنْ أبراجُ السرايا عالية أمام صرَخاتِ الثوار/ ورسائلُ الغرب غيرُ المشفرةِ من بومبيو إلى لودريان فصندوقِ النقد والسفيرِ البريطاني المطالبة بالإصلاحات لم تجد طريقَها إلينا لنساعدَ أنفسَنا كي يساعدونا/ دخلَ رئيسُ الحكومة حسان دياب اللعبةَ في إرضاءِ هذا الفريق السياسي وذاك/ فيما قانونُ قيصر اخترقت عقوباتُه الأفقَ السوري/ وإذا كان ديفيد شينكر قد أعلن أنّ قانونَ قيصر لن يؤذيَ لبنان/ فإن وزيرَ الخارجية ناصيف حتي يتحرّكُ باتجاه الفاتيكان ودولٍ أوروبية وصولاً الى الخارجية الاميركية نفسِها لدرءِ ضرَرِ قيصر َعن لبنان وليس على قاعدة ِالحِياد لاننا في قلبِ الأزْمة/ اما الحيادُ لمجردِ الإعلانِ لا بطروحٍ عقلانية فسيؤدي إلى مزيدٍ من الشرخ وسيكونُ مصيرُه كمصيرِ إعلانِ بعبدا ومصيرِ النأيِ بالنفس/ وكلاهما أدخلَ لبنانُ في صراعِ المحاور/ ليبقى الحلُّ مرتبطاً بعُقدة إنهاءِ الخلافِ الأميركيِّ الإيرانيِّ الذي يُطبخُ بالدبلوماسيةِ الناعمة وبعده تَكِرُّ سُبْحةُ الحلول/ وعلى قياسِ لبنان فإنّ أقربَ الحلول يكونُ بفتحِ حوارٍ مع سوريا تمهيداً لحلِّ أزْمةِ النازحين أولاً والعبورِ مِن أراضيها إلى المحيطِ العربي والخليجي/ أمّا أن يوضع َسلاحُ المقاومة على رأسِ اللائحة ففي غيرِ زمانِه ومكانِه/ فإسرائيلُ تحتلُّ أراضيَ لبنانية/ وأقصرُ الطرق لوضعٍ آمن مستقر يكونُ بالطلبِ الى أميركا الضغط َعلى إسرائيل وبالانسحابِ من الأراضي اللبنانية المحتلة وعندئذٍ يمكنُ القول إنّ مجد لبنان أعطي للراعي من الموقعِ الوطني.