سلّم وزيرُ الخارجيةِ والمغتبرين ناصيف حتي أوراقَ اعتمادِه الدبلوماسيةَ مُغلّفةً ببيانِ استقالةِ أراده صفْعةً للحُكمِ وأدائِه/ ومن دونِ ضجيجٍ غادرَ ناظرُ الدبلوماسيةِ اللبنانيةِ قصرَ بسترس منهياً المُهمةَ التي جمّدتها قُوى أمرٍ واقع/. وبكثيرٍ من التدقيقِ في المعاني كان حتيّ يَهُزُّ الحكومةَ والعهدَ ويخاطبُهم بعباراتِ ما قبلَ سقوطِ الهيكل وهو رَسَمَ في بيانِه لبنانَ الآيلَ نحوَ الدولةِ الفاشلة معدّدًا الاسبابَ التي دفعتْه الى الاستقالة ومنها: تعذّرُ أداءِ مَهامِّه/ غيابُ رؤيةِ لبنانَ الحرِّ المستقلِ الفاعلِ المُشعِّ في بيئتِه العربيةِ والعالم /وغيابُ الإصلاحِ المطلوب ووجودُ سياسياتٍ وممارساتٍ لا تولي المواطنَ والوطنَ الأولوية وعِوَضًا منها تَنشَطُ الاعتباراتُ والتبايناتُ والانقساماتُ والخصوصيات/ وأنْ يدعو الوزيرُ المستقيلُ إلى عقولٍ خلاّقةٍ لبناءِ الدولةِ فهذا يعني أنّ المتوافرَ حاليًا عقولٌ غيرُ خلاقة/ ومطالبتُه برؤيا واضحةٍ وصادقة نقيضُه الموجود هو عدمُ الوضوح وغيابُ الصِّدقية وهو إذ يَنشُدُ الشفّافيّةَ والمحاسبةَ فالدلالةُ على أنّ مَن تعاملَ معهم لا شفّافيّةَ لهم ولا مَن يُحاسبون/ وحُسنُ الختام في كلامِ ناصيف حتي: إنني شاركتُ في هذهِ الحكومة من منطلقِ العملِ عند ربِّ عملٍ واحدٍ اسمُه لبنان، فوجدتُ في بلدي أربابَ عملٍ ومصالحَ متناقضة، إن لم يجتمعوا حولَ مصلحةِ الشعبِ اللبنانيِّ وإنقاذِه، فإنّ المركَبَ -لاسمح الله- سيغرقُ بالجميعِ/ وبهذه الأسطرِ فإنَّ حتي لم يَستقِلْ فحسْب إنما سجّل موقفًا تأنيبيًا لكلِّ الحُكمِ لَكأنّه يقولُ لهم بلغةٍ غيرِ دبلوماسية: أنتم عِصابة وأنا خارجَكم أنتم مافيا وأنا رجلُ دولة تعِبتُ في صنعِ تاريخٍ ناصعٍ ولا أبغي أرباحَكم . ومعكم لا تقومُ مؤسساتٌ ولا ينهضُ إصلاح/. وأياً كانت أسابُ استقالةِ حتي أمامَ هذه الرسومِ السُّودِ فقد تسقُطُ الاعتباراتُ الأخرى زيارةُ لودريان وتغييبُ نظيرِه اللبنانيِّ عن اجتماعِ السرايا دورُ وزيرِ خارجيةِ الظِّلّ لجبران باسيل تفرّدُ حسان دياب بمواقِفَ ضِدَّ فرنسا تعاطي الدولةِ تُجاهَ العَلاقاتِ بالدولِ العربية وموقِفُ حزبِ اللهِ منها كلُّ ذلك قد يكوّنُ أسبابًا موجِبةً لكنّ هذه الأسبابَ تذوبُ في مقابلِ ما أعلنه حتّي في بيانِ المغادرة/. وحتى لا ينتصرَ حتّي فقد كانتِ الدولةُ أسرعَ في اختيارِ البديلِ الذي وقّعَ العهدُ على اسمِه منذُ الساعةِ الأولى/ ولم يُتحِ لدميانوس قطار خِيارُ تولّى مَنصبِ الخارجيةِ بالوَكالة كما يَقتضي العُرف/ فرئيسُ الحكومة حسان دياب كان ضنينًا على وزارتِه وصيانتِها منَ السقوط ولم يشأْ أن يُطلِقَ العنِانَ للتأويلاتِ والتحليلاتِ التي وصلت الى إسقاطِ الحكومة أو بالحدِّ الأدنى إلى استقالاتِ وزاريةٍ متوقعة/. انتهتِ العمليةُ في ساعات/ استقالَ وزيرُ الخارجية قُبِلت الاستقالةُ سريعًا ظَهرَ مرسومُ التعيين وارتدى شربل وهبة بدلةً دبلوماسية صاعداً إلى القصر قبلَ طلوعِ فجرِ المرسوم/ كان البديلُ جاهزاً يتلقّى أولى قُبُلاتِ التباعدِ الاجتماعيّ في قصرِ بعبدا بمواكبةِ سليم جريصاتي الذي يتلقّى التهاني/. عيُن وهبة عادت الحكومةُ غيرَ ناقصةٍ عددًا وأُقفل الكلام ُعن استقالاتٍ اخرى لم تكن موجودة/ لكنّ الطاقَمَ المُبحرَ الى جلسةٍ وزاريةٍ الخميسَ سوف يجدُ نفسَه مرةً أخرى أمامَ خطرِ غرقِ السفينةِ لانّ الاصلاحّ مفقود وأربابَ العمل الذين تحدّث عنهم ناصيف حتيّ سوف يصبحونَ اشدَّ تحصناً وتمكسًا بمركَبٍ مثقوب .
تفاصيل كاملة لإنفجار المرفأ الضخم.. “بيروت منكوبة” والدمار هائل
في لحظةٍ من اللحظات، تحوّلت بيروت إلى مدينة “منكوبة” بكلّ المقاييس، بعد الإنفجار الذي هزّ المرفأ في المدينة، مساء اليوم، وأدى إلى دمار كبير داخله، فضلاً عن أضرار كثيرة في مختلف أرجاء العاصمة.
وذكرت المعلومات أنّ “الإنفجار أسفرَ عن سقوط عددٍ من الشهداء من بينهم الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان فضلاً عن العديد الجرحى، وقد أطلقت المستشفيات نداءات التبرع بالدم لهم، كما ناشدت الأجهزة الطبية نقل الجرحى إلى خارج مستشفيات العاصمة”.
ماذا حصل؟
تقول المعلومات الأوليّة أن “انفجاراً وقع داخل العنبر رقم 12 بالمرفأ وتحديداً داخل مخزن للمفرقعات وقد تبعه انفجار كبير، وتأكد لاحقاً أنّ ما حدث هو عبارة عن انفجارين متتاليين”.
وقالت المصادر أنّ “حريقاً أولياً نشب داخل المرفأ، وقد هرعت عناصر من فوج إطفاء بيروت لإخماده، وربّما تكون النيران قد وصلت إلى مواد شديدة الإنفجار، الأمر الذي أسفر عمّا حصل”.
وقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم خلال تفقدّه مكان الإنفجار أنّ “الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية”، مؤكداً أنّ “الأجهزة الأمنية تحدد طبيعة ما حصل”، وأضاف: “ننتظر التحقيقات ليتبين ما حصل، ويبدو أن الإنفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الإنفجار مصادرة من سنوات”.
إلى ذلك، ذكرت قناة الـ“LBCI” أنّ “المواد التي تحدث عنها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، هي مواد نيترات الصوديوم شديدة الانفجار صودرت من على باخرة منذ أشهر وكان من المفترض أن يتمّ تلفها”.
بيروت منكوبة
وتفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الإنفجار، كاشفاً عن “فقدان الاتصال بـ10 عناصر من فوج أطفاء بيروت كانوا توجهوا الى المكان لاخماد الحريق شبّ في الميناء”، مشيراً إلى أن “بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق”.
وعقب الإنفجار، أوعز وزير الصحة العامة حمد حسن لجميع المستشفيات بإستقبال الجرحى جراء انفجار مستودع المفرقعات على حساب وزارة الصحة العامة، كما أعلن مكتب وزير الداخلية محمد فهمي أنه “نظراً للحادث الخطير الذي شهدته العاصمة بيروت مساء اليوم ومواكبة لتداعياته والاضرار الكبيرة التي خلّفها يلغى العمل بمضمون القرار رقم 946 الصادر عن وزير الداخلية والبلديات والمتعلق بالاقفال العام”.
اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع.. وحداد عام
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل الانفجار، وأعطى توجيهاته إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الاحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الامن.
كذلك، طلب عون تقديم الاسعافات الى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الايواء للعائلات التي تشردت نتيجة الاضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات.
ومواكبة لتداعيات ما حصل، يعقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً مساء اليوم في قصر بعبدا، في حين أعلن رئيس الحكومة حسان دياب يوم غدٍ الأربعاء، يوم حداد عام على ضحايا الإنفجار.
ضربة إسرائيلية؟
وفي البداية، تحدّث عدد من شهود عيان عن أنهم “شاهدوا طائرة في محيط المرفأ”، في حين تحدث آخرون عن “صاروخ استهدف المرفأ”، كما أشارت معلومات عن وجود صواريخ وذخيرة وأسلحة تابعة لـ”حزب الله”.
وفي السياق، قال مصدر مقرّب من الحزب لقناة الـ“OTV” أنه “لا صحة لكل ما يتمّ تداوله عن ضربة اسرائيلية استهدفت أسلحة تابعة للحزب في مرفأ بيروت”.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أنّه “لا علاقة لنا بإنفجار بيروت”.
البنتاغون يعلق
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البنتاغون كوماندر جيسيكا ماك نولتي أنه تجري مراقبة تطورات الانفجار في بيروت، مشيرة إلى أنه “من المبكر التعليق”. كذلك، قالت القيادة الوسطى الأميركية: “قلقون حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت ونتابع التقارير”.
قبرص: نضع إمكانياتنا بتصرف لبنان
ومساء، تلقى وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة اتصالاً من نظيره القبرصي وضع خلاله الاخير جميع الامكانيات القبرصية بتصرف لبنان لمواجهة تداعيات الانفجار الكارثي الذي هز بيروت.
كذلك، تابع وهبة عبر السفارة اللبنانية في باريس الاتصالات مع السلطات الفرنسية لطلب ارسال المساعدات من فرق طبية ومن الدفاع المدني، كما يجري اتصالاته مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة لتنسيق الجهود من اجل تنظيم عملية الاغاثة.