قسوة سلوى زكزك الرحيمة…
يوميات دمشق
سمعت انو رخص السكر! فتلت السوق من اولو لأخره عم تدور عكيلو سكر رخيص..اغلى سعر ١٣٠٠..آخر دكان قلها بالف ومية..قالتلو بالف مشان طالع أجرة السرفيس..قلها اذا معك كيس بعطيكِ ياه بألف..ضحكت وقالتلو لو بدي حطو بجزداني ما بخسرك كيس..مشترية علبتين دوا ..حطتن بالجزدان وعبالها السكرات بالكيس..ناولتو الالف وطلعت فرحانة كومايات..
ست تانية، فاتت عدكان اللحام..بدها وقية لحمة..ب٢٥٠٠..قالتلو ماعندي ميزان بالبيت..والدكتور قلي ماتكتري لحمة مشان مفاصللك..انا لحالي بالبيت وطبختي صغيرة..آخر شي طالعت خمس شقف نايلون شفاف وقالتلو باحتفالية: وهي النايلونات معي مابدي خسرك.. قسملها الوقية خمس طبخات وطلعت كمان فرحانة كومايات …
شفتو طلع الفرح كومايات متوفر بكثرة ويوزع مجانا..
لك افرحوا وكومايات مافي شي محرز والله….
العصافير على الأرض تجمع رزقها، لكن بصمت مطبق. الصمت سيد الموقف والكلام وإن قيل يوجع ولا يزقزق.”
لا تبالغ سلوى في استعاراتها ومجازاتها. لا تزخرف جملها، ولكن عباراتها مع لك محملة بشحنات شعرية مصدرها تلك الصدمة الكهربائية التي تخلّفها كلّ واحدة في القارئ. ولئن كان يمكنك أن تتعامل مع منشورات سلوى على فيسبوك، فتقرأها بسرعة، وتدمع عيناك، ثم تنتقل لغيرها فتبتسم، فإن قراءة مجموعته القصصية تحبسك بين دفتيها حتى تنهيها.
جمال مرعب، ورعب جميل. تذكرك لغة سلوى بلغة محمد البساطي وخيري شلبي. كلاهما تحدّثا عن الفقر والجوع والمرض، وعن البشر الين يتعايشون مع لك كله ويستمرون في الحياة. مهمشون، لا يهمهم سطوة السلطة أو تغيرات العالم من حولهم، صعاليك وأشقياء في المدينة، يكشفون عن عالم مدهش في تفاصيله، مؤلم، أسود، ووحشي.
سنحتاج إلى كثير من الشجاعة لنقرأ سلوى زكزك، لكنني أعدكم، إذا قرأتموها، لن تنسوها أبدا، ستعشّش كلماتها وشخصياتها في عقولكم وتحت جلدكم، كمية من الجمال والرهافة والقسوة، القسوة… الرحيمة.