أظهرت دراسة نشرتها مجلة «نيتشر كلايميت تشينج» أن طيور الغابات المدارية تحد من تكاثرها لتصمد بشكل أفضل خلال مراحل الجفاف.
واستخدم الباحثون بيانات عن 38 نوعاً جُمعت خلال عمليات رصد استمرت 17 عاماً على الأرض في فنزويلا وماليزيا شملت مراحل جفاف كانت غالبية الطيور تحدّ خلالها من تكاثرها. فتربية فراخ الطيور تتطلب مزيداً من الطاقة في مرحلة تصبح فيها موارد الطعام نادرة جداً.
وكانت الطيور التي تتمتع بأكبر متوسط عمر متوقع تلك التي خفضت تكاثرها بالشكل الأكبر مثل الطير قصير الأجنحة الأزرق الذي تراجعت ولاداته بنسبة 68%.
وقال جيمس موتون، من جامعة مونتانا الأميركية وأحد معدي الدراسة: «عموماً عرفت الأنواع التي خفضت بشكل كبير تكاثرها استمرارية أفضل للطيور البالغة فيها. هذا لافت لأننا كنا نتوقع أن يؤثر الجفاف على كل الأنواع في مرحلة ما».
أمّا الأنواع التي لها أمد حياة أقصر ولا يمكنها تالياً أن تتحمل الحد من تكاثرها، فعرفت معدل استمرارية أقل، ما يشير إلى أن «الأنواع التي لها متوسط عمر أطول يمكنها أن تواجه بشكل أفضل عواقب الجفاف مما كان متوقعاً».
ومع تكاثر مراحل الجفاف بسبب التغير المناخي، يشكل تكيف الأنواع الحيوانية رهاناً كبيراً لحفظ التنوع الحيوي.
إلّا أن استمرارية أنواع الطيور مهددة بعوامل أخرى ولا سيما المساس بمواطنها الطبيعية بسبب النشاط البشري خصوصاً، على ما أكد الباحث.
زاحف من عصر الديناصورات التهم مخلوقاً يقارب حجمه
في وجبته الأخيرة، ربما يكون الزاحف البحري القديم المسمى «إكثيوصور» الذي تم العثور عليه جنوب غربي الصين عام 2010، قد تناول أكثر مما يستطيع مضغه.
وكان طول المخلوق الشبيه بالدولفين حوالي 5 أمتار، أي بطول الزورق، واحتوى بطنه على بقايا زاحف يشبه السحلية يُدعى «ثالاتوصور» كان طوله تقريباً حوالي 4 أمتار.
وأفاد باحثون بجامعة كاليفورنيا الأميركية، في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «آي ساينس» بشهر أغسطس (آب) الجاري، بأن هذه هي أطول فريسة معروفة للزواحف البحرية من عصر الديناصورات، وقد تكون أقدم دليل مباشر على الزواحف البحرية التي تأكل حيواناً أكبر من الإنسان.
وأوضح الباحثون أنه ربما كان «الثلاتوصور» بالتحديد وجبة كبيرة، لدرجة أن «الإكثيوصور» مات بعد أكله.
وتشير أسنان «الإكثيوصور» غير الحادة إلى أنه كان يجب أن يفضل فريسة صغيرة ناعمة مثل رأسيات الأرجل، ولكن لدى الباحثين دليل قوي الآن على أن هذه الأسنان غير الحادة يمكن استخدامها لأكل شيء كبير.
وخلال الدراسة قام ريوسوك موتاني، عالم الأحياء القديمة بجامعة كاليفورنيا وزملاؤه، بفحص الهيكل العظمي شبه الكامل لـ«إكثيوصور» بالغ ينتمي للعصر الترياسي منذ حوالي 240 مليون سنة، وعند الفحص الدقيق لكتلة كبيرة من العظام في بطن المخلوق، اكتشف فريق موتاني أن آخر شيء أكله «الإكثيوصور» هو جسد «ثالاتوصور».
وتظهر بقايا «الثالاتوصور» القليل من الأدلة على تحللها بواسطة حمض المعدة، مما يشير إلى أن «الإكثيوصور» مات بعد وقت قصير من وجبته الضخمة.
ويعتقد الباحثون أنه على الأرجح قد اصطاد وجبته بدلاً من البحث عنها، لسبب واحد، وهو أنه كان من غير المعتاد أن تصادف حيواناً ميتاً بالكامل لم يلتهمه أي حيوان مفترس آخر.
بالإضافة إلى ذلك، كانت أطراف «الثالاتوصور» لا تزال على الأقل مرتبطة جزئياً بجسمه، بينما تم الكشف عن ذيله على بعد حوالي 20 متراً.
ويقول المؤلفون إن الدراسات حول كيفية تحلل الأجسام تحت الماء تشير إلى أنه إذا كان «الثالاتوصور» ذبيحاً عندما وجده «الإكثيوصور»، فإن أطراف الفريسة كانت ستتعفن قبل ذيلها.
وعلى الرغم من أن جسم «الإكثيوصور» المتحجر ورأسه محفوظان جيداً، فإنهما منفصلان بعضهما عن بعض، مما يشير إلى أن الحيوان ربما مات بسبب كسر في الرقبة، أثناء حمله لـ«الثالاتوصور» في فكيه وضرب رأسه، وهي الطريقة التي تمزق بها التماسيح والحيتان القاتلة طعامها من دون أسنان حادة بشكل خاص.