ايمانويل ماكرون برًا بحرًا جوًا فهو ” سَكَنَ الليل ” سهِر على ضوءِ الربية ليبدأَ نهاراً آخرَ “متجولاً” على مرافقِ ومرافىءِ بلدٍ فيها ” القمر بيضوّي ع الناس والناس بيقاتلوا”.
وبعدَ “ليل وأوضه منسية ” نَزَلَ ماكرون إلى يومِ ساحةِ ميس الرّيم اللبنانيةِ المتضمِّنةِ كلَّ أنواعِ الخلافات لكنْ، جالَ مختارًا على وقعِ التهديدِ والتلويحِ بعصا العقوبات ووَضَعَ اللبنانيينَ بين حَدّيْن: حكومةٍ بإصلاح أو زوالِ ودفعِ أثمان .أما المُهلةُ فلم تتخَطَّ الأشهرَ الثلاثةَ للتنفيذ. لم يكُن صوتُ ماكرون فيروزياً معَ العهد بل رَفع ” كرباجه ” على سلطةٍ قد تلجأُ إلى شراءِ الوقتِ والمراوغة وقد تتسلّلُ وتنغمسُ في ” الحشوةِ الحكوميةِ” لتنزرعَ فيها كالعسَسِ والاستخباراتِ وتعاودُ احتلالَ مقاعدِها. وإذ تأثّرَ ماكرون بكذباتِ الرّحابنةِ المسرحيةِ المحبّبة وقال إنّه لا يَعرفُ مصطفى أديب دعا على نحوٍ قاطعٍ إلى تأليفِ الحكومةِ بسرعةٍ وإصلاحِ الكهرَباءِ ومكافحةِ الفسادِ وإصلاحِ معاييرِ التعاقدِ الحكوميِّ والنظامِ المَصرِفيّ كما سمَح لنفسِه بطلَبِ معرفةِ الأرقامِ الحقيقيةِ المتعلقةِ بالنظامِ المَصرِفيِّ اللبنانيِّ داعياً إلى “تدقيقٍ في الحسابات”. وأعلن ماكرون أنّه لن يتساهلَ معَ الطبَقةِ السياسيةِ في لبنان لكنه حفزَ الناسَ على التغييرِ مِن خلالِ صُندوقِ الانتخاب وفي اعتمادِه للواقعيةِ السياسية قال إنّ البرلمانَ انتَخَبَهُ الشعبُ ولا يمكنُني تغييرُ الطبَقةِ بأسرِها وقادَه ذلك الى الاعترافِ بأنّ حِزبَ الله هو حِزبٌ يمثّلُ جُزءاً مِن الشعبِ اللبنانيّ ومَن انتخبوه وإنَّ هناك شراكةً اليومَ بينَه وبينَ أحزابٍ عدّةٍ أُخرى، وإذا لم نُرِدْ أن يَنزلقَ لبنانُ إلى نموذجٍ يُسيطرُ فيه الإرهابُ على حسابِ أمورٍ أُخرى، فيجبُ توعيةُ الحِزبِ وغيرِه من الأحزابِ على مسؤوليّاتِها ولأنّ رئيسَ فرنسا لم يشأِ الاصطفافَ ولو في غابةِ أزرٍ إلى جانبِ أيٍّ مِن الأطرافِ السياسية فإنّه تجنّبَ المحمياتِ المصنّفةَ سياسيًا سواءٌ في الأرز أو الشوف واختار بلدةَ جاج في جبيل حيث “النأي بالأرز ” .
ورسائلُ ماكرون كانت أكثرَ مِن عابرةٍ ومعبّرة فهو أولى المجتمعَ المدَنيَّ أهميةً على المجتمعِ السياسيّ وصرَفَ مزيداً مِن الوقتِ في الحوارِ معَ الناشطينَ المدَنيين متأخّرًا ساعةً كاملةً عن غداءِ بعبدا. وعلى المائدة الرئاسية كانت ” المازا ” الفرنسيةُ بطعمٍ مُرّ وخاطَبَ ماكرون الجموعَ السياسيةَ والقياداتِ بالقول: أعرفُ أنه إذا لم تتحقّقِ الدعوةُ الى الترفّعِ فوقَ المصالحِ الخاصة كما جاءَ في كلمةِ الجنرال غورو ولو بعدَ مئةِ عامٍ فإنّه سيكونُ قد تمّت خيانةُ الوعد. وأضاف: مُهمٌّ جدًّا أن تَنجحوا في ذلك اليوم، في وقتٍ لم يَنجحْ آخرونَ قَبلَكم وفي ظروفٍ أسهل. لكنّ رئيسَ الجُمهورية ميشال عون بدا ” خارجَ الكوكب” في التوصيفِ وتحمّلِ المسؤوليات وسعى لإقناعِ ماكرون بأنّ الأزَماتِ المتتاليةَ في البلادِ هي “ضرَباتُ القدَر” على حدِّ تعبيرِه معوّلًا على الحكومةِ الجديدةِ في الخُروج مِن المأزِق
ولم يصارحْ نظيرَه الفرنسيَّ بأنّ الأقدارَ صنعتها أيادي السياسيين أنفسِهم سَواءٌ عمْداً أو عن طريقِ الإهمالِ إلى أنِ انفجرَ القدَرُ على مرفأِ بيروت.
والقضاءُ اليومَ في مطاردةٍ معَ هذا القدَر إذ سطّر القاضي فادي صوان أربعَ مذكِّراتِ توقيفٍ وجاهية في حقِّ ضباطٍ مسؤولينَ عن أمنِ المرفأ وهم العميدُ في استخباراتِ الجيش أنطوان سلّوم ورئيسُ مكتبِ أمنِ الدولةِ الرائد جوزيف ميلاد النداف والضابطانِ في الأمنِ العامّ داود فياض وشربل فواز وذلك في انتظارِ ارتقاءِ المسؤولياتِ إلى أرفعِ مستوىً حيث يتجرّأُ المحقّقُ العدليُّ على استدعاءِ جميعِ الوزراءِ الذين تعاقبوا في العدلِ والأشغالِ والمالية وكلِّ مَن يظهرُه التحقيق. والى ذلك الحين فإنّ الشارعَ لا يعترفُ إلا بحقيقةٍ ثابتة وفي مئويةِ لبنانَ الكبير كانت تظاهرةٌ مدنيةٌ انتهت بمطارداتٍ معَ قُوىً أمنية وعاد الغازُ المسيِّلُ للدموع الى وسَطِ المدينة في وقتٍ كان الرئيسُ الفرنسي يسيّلُ دموعَ السياسيينَ للمرةِ الاخيرةِ في قصرِ الصنوبر .
وبعدَ “ليل وأوضه منسية ” نَزَلَ ماكرون إلى يومِ ساحةِ ميس الرّيم اللبنانيةِ المتضمِّنةِ كلَّ أنواعِ الخلافات لكنْ، جالَ مختارًا على وقعِ التهديدِ والتلويحِ بعصا العقوبات ووَضَعَ اللبنانيينَ بين حَدّيْن: حكومةٍ بإصلاح أو زوالِ ودفعِ أثمان .أما المُهلةُ فلم تتخَطَّ الأشهرَ الثلاثةَ للتنفيذ. لم يكُن صوتُ ماكرون فيروزياً معَ العهد بل رَفع ” كرباجه ” على سلطةٍ قد تلجأُ إلى شراءِ الوقتِ والمراوغة وقد تتسلّلُ وتنغمسُ في ” الحشوةِ الحكوميةِ” لتنزرعَ فيها كالعسَسِ والاستخباراتِ وتعاودُ احتلالَ مقاعدِها. وإذ تأثّرَ ماكرون بكذباتِ الرّحابنةِ المسرحيةِ المحبّبة وقال إنّه لا يَعرفُ مصطفى أديب دعا على نحوٍ قاطعٍ إلى تأليفِ الحكومةِ بسرعةٍ وإصلاحِ الكهرَباءِ ومكافحةِ الفسادِ وإصلاحِ معاييرِ التعاقدِ الحكوميِّ والنظامِ المَصرِفيّ كما سمَح لنفسِه بطلَبِ معرفةِ الأرقامِ الحقيقيةِ المتعلقةِ بالنظامِ المَصرِفيِّ اللبنانيِّ داعياً إلى “تدقيقٍ في الحسابات”. وأعلن ماكرون أنّه لن يتساهلَ معَ الطبَقةِ السياسيةِ في لبنان لكنه حفزَ الناسَ على التغييرِ مِن خلالِ صُندوقِ الانتخاب وفي اعتمادِه للواقعيةِ السياسية قال إنّ البرلمانَ انتَخَبَهُ الشعبُ ولا يمكنُني تغييرُ الطبَقةِ بأسرِها وقادَه ذلك الى الاعترافِ بأنّ حِزبَ الله هو حِزبٌ يمثّلُ جُزءاً مِن الشعبِ اللبنانيّ ومَن انتخبوه وإنَّ هناك شراكةً اليومَ بينَه وبينَ أحزابٍ عدّةٍ أُخرى، وإذا لم نُرِدْ أن يَنزلقَ لبنانُ إلى نموذجٍ يُسيطرُ فيه الإرهابُ على حسابِ أمورٍ أُخرى، فيجبُ توعيةُ الحِزبِ وغيرِه من الأحزابِ على مسؤوليّاتِها ولأنّ رئيسَ فرنسا لم يشأِ الاصطفافَ ولو في غابةِ أزرٍ إلى جانبِ أيٍّ مِن الأطرافِ السياسية فإنّه تجنّبَ المحمياتِ المصنّفةَ سياسيًا سواءٌ في الأرز أو الشوف واختار بلدةَ جاج في جبيل حيث “النأي بالأرز ” .
ورسائلُ ماكرون كانت أكثرَ مِن عابرةٍ ومعبّرة فهو أولى المجتمعَ المدَنيَّ أهميةً على المجتمعِ السياسيّ وصرَفَ مزيداً مِن الوقتِ في الحوارِ معَ الناشطينَ المدَنيين متأخّرًا ساعةً كاملةً عن غداءِ بعبدا. وعلى المائدة الرئاسية كانت ” المازا ” الفرنسيةُ بطعمٍ مُرّ وخاطَبَ ماكرون الجموعَ السياسيةَ والقياداتِ بالقول: أعرفُ أنه إذا لم تتحقّقِ الدعوةُ الى الترفّعِ فوقَ المصالحِ الخاصة كما جاءَ في كلمةِ الجنرال غورو ولو بعدَ مئةِ عامٍ فإنّه سيكونُ قد تمّت خيانةُ الوعد. وأضاف: مُهمٌّ جدًّا أن تَنجحوا في ذلك اليوم، في وقتٍ لم يَنجحْ آخرونَ قَبلَكم وفي ظروفٍ أسهل. لكنّ رئيسَ الجُمهورية ميشال عون بدا ” خارجَ الكوكب” في التوصيفِ وتحمّلِ المسؤوليات وسعى لإقناعِ ماكرون بأنّ الأزَماتِ المتتاليةَ في البلادِ هي “ضرَباتُ القدَر” على حدِّ تعبيرِه معوّلًا على الحكومةِ الجديدةِ في الخُروج مِن المأزِق
ولم يصارحْ نظيرَه الفرنسيَّ بأنّ الأقدارَ صنعتها أيادي السياسيين أنفسِهم سَواءٌ عمْداً أو عن طريقِ الإهمالِ إلى أنِ انفجرَ القدَرُ على مرفأِ بيروت.
والقضاءُ اليومَ في مطاردةٍ معَ هذا القدَر إذ سطّر القاضي فادي صوان أربعَ مذكِّراتِ توقيفٍ وجاهية في حقِّ ضباطٍ مسؤولينَ عن أمنِ المرفأ وهم العميدُ في استخباراتِ الجيش أنطوان سلّوم ورئيسُ مكتبِ أمنِ الدولةِ الرائد جوزيف ميلاد النداف والضابطانِ في الأمنِ العامّ داود فياض وشربل فواز وذلك في انتظارِ ارتقاءِ المسؤولياتِ إلى أرفعِ مستوىً حيث يتجرّأُ المحقّقُ العدليُّ على استدعاءِ جميعِ الوزراءِ الذين تعاقبوا في العدلِ والأشغالِ والمالية وكلِّ مَن يظهرُه التحقيق. والى ذلك الحين فإنّ الشارعَ لا يعترفُ إلا بحقيقةٍ ثابتة وفي مئويةِ لبنانَ الكبير كانت تظاهرةٌ مدنيةٌ انتهت بمطارداتٍ معَ قُوىً أمنية وعاد الغازُ المسيِّلُ للدموع الى وسَطِ المدينة في وقتٍ كان الرئيسُ الفرنسي يسيّلُ دموعَ السياسيينَ للمرةِ الاخيرةِ في قصرِ الصنوبر .