تمثل الرسمة الصخرية الأثرية (رسمة الصياد) أحد أبرز المعالم في موقع «آبار حما» في منطقة نجران جنوب السعودية، كما أنّها تجسد لوحة فنية وقيمة تاريخية مهمة.
تقع هذه الرسمة الصخرية التي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد في موقع «نجد خيران» في حما وهي منحوتة في أعلى الجبل على ارتفاع 80 مترا تقريبا، وتطل غربا وبجوارها مواقع أخرى مثل عان جمل والقارة والخشبية وشسعا والجفرة والمنشاف وغيرها.
وتظهر الرسوم الصخرية وفق بيان صحافي من وزارة السياحة السعودية، صيادا يقوم بمطاردة وصيد الوعول وحماية جماله، ويعتقد أنّ أحد المسافرين هو من رسم هذه اللوحة حيث إن حما كانت ملتقى للقوافل التجارية.
وتعد منطقة «آبار حما» من أبرز مواقع الرسوم والنقوش الصخرية التي تقع في شمال منطقة نجران، وتشمل الرسوم الآدمية والحيوانية إلى جانب الكتابات بخط البادية المعروف باسم ثمودية والمسند الجنوبي والخط الكوفي.
كما تحتوي المنطقة على مواقع تعود لمراحل حضارية مختلفة وتمثل ركامات لمقابر وإنشاءات حجرية دائرية، وعثر على العديد من النقوش في منطقة البئر ومنها نقوش صخرية متعددة ومتنوعة يمتد تاريخها من الألف السابع قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي، وتعد الرسوم الصخرية الموجودة في «حما» أولى محاولات الإنسان نحو الكتابة الأبجدية التي توصل الإنسان في جنوب الجزيرة العربية إلى ابتكارها مع بداية الألف الأول قبل الميلاد وعرفت هذه الأبجدية بالخط المسند الجنوبي.
وأدت التجارة إلى انتشار هذا الخط وأصبحت المنطقة مسرحا للقوافل التجارية كجزء من الطريق البحري القديم حيث سجل مرتادو الطريق في ذاك الوقت ذكرياتهم ورسومهم وأسماءهم وبعض اهتماماتهم بالخطين؛ السبئي بنسبة كبيرة والخط الثمودي، على امتداد الطريق حيث تركزت حول مصبات المياه والكهوف وفي سفوح الجبال عند آبار حما.