الرئيس عون يرحب بالإعلان الأميركي عن التوصل الى اتفاق اطار للتفاوض على ترسيم الحدود برعاية الأمم المتحدة وتحت رايتها
انقلب المشهدُ من تعطيلِ حكومةٍ ومبادرةٍ فرنسيةٍ وخطوطٍ حُمْرالى خطٍّ أزرقَ وترسيمِ حدودٍ وبلوكاتٍ مرقّمة واستُبدل الثنائيُّ الشيعيُّ ورؤساءُ الحكومةِ السابقونَ وماكرونباليونيفل وأميركا وشينكر وبومبيو وخطِّ هوف بحرٌ وبرٌّ اندفعا إلى الواجهةِ في إطارٍ متزامنٍ بدأه رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري بإعلانِ اتفاقِ إطارٍ عَمليٍّ للتفاوضِ حولَ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ والبرية سريعاً ردّ العدوُّ الإسرائيليُّ عبرَ وزيرِ الطاقة فحدّد موعِدَ انطلاقِ المفاوضات ورجّح بَدءَها بعدَ عُطلةِ العيدِ اليهوديّ، التي تنتهي في التاسعِ مِن تِشرينَ الأول. وبالدقائقِ نفسِها رحّب وزيرُ الخارجيةِ الاميركيُّ مايك بومبيو بهذا الاتفاقِ الذي وصفه بالتارخيّ وقال إنّ الولاياتِ المتحدةَ كانت وسيطاً فيه وهو نتيجةُ ما يُقارِبُ ثلاثَ سنواتٍ مِنَ المشاركةِ الدبلوماسيةِ المُكثّفةِ مِن “الخليلينِ الأميركيين الدايفدين” ساترفيلد وشينكر وانتَظرت بعبدا بيانَ بومبيو لتوافيَه بالترحيب وذكّرت رئاسةُ الجُمهورية بأنّ الرئيسَ يتولّى المفاوضةَ وَفقاً لأحكــــامِ الدستور، بَدءاً بتأليفِ الوفدِ اللبنانيِّ المفاوضِ ومواكبةِ مراحلِ التفاوض، آمِلاً أن يستمرَّ الطرفُ الأميركيُّ في وساطتِه النزيهة. ردّ عون على بيانِ بومبيو وليس على مؤتمرِ بري الذي كلّف نفسَه متابعةَ هذا المِلفِّ طَوالَ عشْرِ سنواتٍ مِن دونِ إسنادٍ رسميّ وإطارٍ دستوريّ. أما بومبيو فكانت إشارتُه إلى تفاوضِ السنواتِ الثلاثِ الاخيرة وبذلك أعطى إشارةً ضمنيةً إلى دورٍ اضطلعَ به جبران باسيل على زمنِ الحقيبةِ الدبلوماسية ومن قلبِ مستشفىً دخلَها للعلاج بعدَ إصابتِه بجائحةِ كورونا أطلق باسيل تغريدةً قال فيها إنّ علينا هذهِ المرةَ أن نفاوِضَ لا على الطريقةِ الفارسيةِ ولا على الطريقةِ العربية، بل على طريقتِنا اللبنانية، صلابةً ومرونة وعلى دورِها الوسيط كانت الولاياتُ المتحدةُ تُرسّمُ حدودَها معَ حِزبِ الله فتعلنُ عَبْرَ ديفيد شينكر أنّ الحزبَ خارجَ هذا الاتفاقِ الذي قد يُخرِّبُه وأنها ستواصلُ فرضَ عقوباتٍ على اللبنانيين الذين يتحالفون معه في الشكلِ ستنطلقُ المفاوضاتُ في شهرِ تِشرينَ الأولِ لتَصُبَّ في منابعِ تِشرينَ الثاني وعلى توقيتٍ انتخابيٍّ ضاغطٍ على ترامب يسعى فيهِ لنصرٍ دبلوماسيٍّ يرفعُه زعيمًا عالميًا. والاستثمارُ الانتخابيُّ سيعودُ رَيعُه الى ترامب ونتنياهو على حدٍّ سواء لاسيما أنّ رئيسَ مجلسِ وزراءِ العدوّ محاصَرٌ بالفساد ويعيشُ في قلبِ “غسّالة ” تفتلُ به يوميًا ولا تُزيلُ أوساخَه. لكنّ لبنانَ وفي الإطارِ الذي جرى اعلانُه حفِظ أوراقَه السياديةَ بحرًا وبرًا ولم يُستدرجْ الى مفاوضاتٍ مباشرةٍ معَ العدو وحصرَ هذه المفاوضاتِ بالترسيم من دونِ أيِّ طرحٍ لسلاحِ المقاومة ووَضَعَ مرجِعيةً للاتفاق هي تفاهمُ نَيسان والقرار 1701 المستند الى القرارِ رقم 425 الذي يفرض علىُ اسرائيلَ الانسحابَ الفوريَّ من الاراضي المحتلة من دونِ قيدٍ أو شرط .