ليس سهلا على لبنان أن يتوجه إلى طاولة المفاوضات في 14 الشهر الجاري منزوع الارادة وفاقد الشرعية السياسية. الحذر سيد الموقف في بيروت فيما يتم التعامل أميركيا بشكل من الاحتفال بتحقيق إنجاز على الساحة وبنوع من النشوة في تل أبيب.
إدارة ترامب تتعامل مع الحدث وكأنه حلقة من سلسلة رعاية اتفاقات السلام. فبعد الإمارات و البحرين تعتبر المفاوضات المزمع عقدها في الناقورة مفصلية فهي بمثابة إختراق نوعي على حدود إسرائيل الشمالية. من هنا يبرز الاهتمام الاعلامي المضطرد والكواكبة السياسية والديبلوماسية بما فيها التمهيد عبر مناقشات عوكر على مقربة من الانتخابات الرئاسية.
على صعيد الاجواء في تل أبيب، يتصرف نتنياهو بشيء من النشوة وهو حكما سيستخدم المفاوضات للخروج من مأزقه الداخلي. فمن جهة يتابع هجمات أمنية تشنها صامتة وتستهدف “حزب الله” في لبنان، والملفت الترحيب الاعلامي في صحافة العدو للعمليات النظيفة بما في ذلك التلميح للانفجار الذي طال مرفأ بيروت في الرايع من آب المنصرم.
تبقى بيروت الثكلى والمكلومة، حيث لم تتشفع لها عراقتها لتعيش أحلك أيامها البائسة. المشهد اللبناني مفكك على وقع وباء الفساد المستشري ما يجعل القرار خدمة لمصالح الدولة العميقة بما يوفق تعسفا وإستبداد الانظمة الديكاتورية المعهودة.
لبنان ذاهب إلى طاولة المفاوضات من دون حصانة يركن له صلابة في موقفه التفاوضي، في ظل تناتش سياسي داخلي و تصوير الأمر أمام اللبنانيين وكأنه إنجاز وطني بينما القاصي والداني يدرك عجز السلطة السياسية بالقيام بأبسط واجباتها تجاه مواطنيها، اكثر من ذلك ليس من مرتكز اساسي أمام الوفد اللبناني سوى نقطة الارتكاز ال B1 الواقعة في البر بينما تتذرع إسرائيل بوجود صخرة في البحر ينبغي الإنطلاق منها لرسم الخط البحري.
موازاة لذلك ، برز اعلان زيارة الواء عباس ابراهيم إلى واشنطن نهار 14 تشرين الاول في توقيت بالغ الدلالة، حيث اعتبر متابعون في هذا الصدد بأن إدارة ترامب لن تكتفي بالتمهيد الحاصل في عوكر والناقورة، بل هي تسعى إلى مواكبة المفاوضات من واشنطن عبر خطوط مفتوحة على بيروت ومع الثنائي الشيعي تحديدا.