كورونا: الوضع أسوأ مما كان عليه في الربيع…أوروبا تفرض قيودا جديدة: إغلاق تام، وعزل جزئي، وحظر تجول مع تسجيل أعداد قياسية في الإصابات
اتهامات متبادلة في المناظرة الأخيرة بين ترامب وبايدن
خلافات حادة بشأن أزمة فيروس كورونا والعنصرية وتغير المناخ، وتبادل اتهامات بالفساد في المناظرة الرئاسية الأخيرة قبل التصويت في الانتخابات الأمريكية يوم الثالث من الشهر المقبل.
تباينت محاور المناظرة الرئاسية التي افتتحت بطلب بتوخي الكياسة في الحوار بين المتنافسين؛ من فيروس كورونا والتغير المناخي إلى الهجرة والعنصرية والضرائب الشخصية غير المدفوعة.
وقد بدأت مديرة الجلسة ويلكر المناظرة بالطلب من كلا المرشحين بعدم مقاطعة أحدهما الآخر وأن يتحدث واحد منهما في كل مرة.
وقد نجحت في فرض ذلك في الجزء الأكبر من زمن المناظرة.
وقد أثمر تغيير صيغة إدارة المناظرة (بإعطاء مديرتها ويلكر حق استخدام زر يقفل المايكرفون أمام أحد المتنافسين عندما يأتي دور منافسه للكلام) في إنجاح ثاني وآخر مناظرة رئاسية بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن.
وبدا كلا المتناظرين أكثر كياسة من المناظرة السابقة في السماح للآخر بالحديث، وحتى في مهاجمتهما لبعضهما البعض التي جرت نسبيا بأسلوب منظم وموقر.
وقد خفف الرئيس ترامب من نبرته بشكل ملحوظ، بعد أدائه الهجومي القتالي في المناظرة الأولى.
وفي هذه المرة حصل الجمهور الأمريكي على فرصة أكبر للتعرف على ما يطرحه المرشحان، بدلا من الأسلوب الفوضوي الذي طغى على المناظرة السابقة.
وكان كوفيد-19 على رأس القضايا التي طرحت في النقاش بين المرشحين.
فيروس كورونا
اشتكى فريق حملة ترامب من أن هذه المناظرة كان يفترض بها أن تتركز على السياسة الخارجية- ربما للسماح للرئيس لعرض ما يراه إنجازاته في الشرق الأوسط والتجارة وسوريا، ثم ملاحقة موضوع العلاقات التجارية لابن بايدن وصلاته مع الصين.
وبدلا من ذلك، ابتدأت المناظرة الأخيرة، مثل السابقة، بالحديث عن جائحة فيروس كورونا – الموضوع الذي يهتم الأمريكيون به أكثر كما، تشير استطلاعات الرأي.
ودافع ترامب مرة أخرى عن اللقاح قائلا أنه سيكون جاهزا “خلال أسابيع”. وقدم شهادة شخصية عن قوة الأدوية الجديدة لعلاج المرض، وتفاخر بأنه بات يمتلك مناعة ضد المرض الآن.
وبشكل لم يكن مفاجئا، واصل بايدن هجومه على ترامب، مشيرا إلى أنه وعد مرارا بأن المرض سيختفي من تلقاء ذاته. وقال إن 220 ألف أمريكي قد توفوا جراء المرض وقد يموت 200 ألفا آخرين قبل حلول نهاية العام.
وفي النقاش الذي اتسم بالأخذ والرد بين المرشحين، واصل ترامب إعطاء الأمل بأن الأوضاع تتحسن وأنه يجب إعادة فتح الأعمال التجارية والمدارس.
وعندما قال ترامب إن الناس بدأت “تتعلم التعايش” مع المرض، رد بايدن متسائلا باستنكار “الناس تتعلم التعايش معه؟” بل قل “الناس تتعلم الموت من جرائه”.
الحقوق المدنية والعرق
وخلال الجدل المتبادل عن العلاقات العرقية، أعلن ترامب “أنا أقل شخص عنصرية في هذه الصالة”.
وهاجم بايدن بشأن تبنيه لمشروع قانون قاسٍ لمكافحة الجريمة في عام 1990 أدى إلى ارتفاع حاد في عدد الأمريكيين الأفارقة في السجون. وربما بدا هجومة أكثر فعالية، عندما بدأ بايدن بالحديث عن مقترحاته للإصلاح، فتساءل ترامب لماذا لم ينجز نائب الرئيس (بايدن) أكثر في هذا الصدد عندما عمل مع الرئيس باراك أوباما.
وشدد ترامب على القول” إن ذلك كله كلام، وليس ثمة أفعال لدى هؤلاء السياسيين … لماذا لم تنجز ذلك؟ كانت لديك ثماني سنين لإنجازه”.
وفي رده قال بايدن إن ترامب كان “واحدا من أكثر الرؤساء عنصرية لدينا في التاريخ الحديث. لقد صب زيتا على كل واحدة من نيران العنصرية”.
الهجرة
ولأربع سنوات، انتهج ترامب نهجا متشددا بشأن الهجرة، في البداية أثناء حملة ترشحه عن الحزب الجمهوري وفي النهاية بعد إدارته للبيت الأبيض؛ بيد أنه هذا المرة حاول أن يخفف من بعض أكثر الخطوات راديكالية التي اتخذها في هذا الشأن إبان ولايته.
وردا على سؤال بشأن سياسة إدارته لفصل الأطفال الذين لا يمتلكون وثائق ثبوتية رسمية عن آبائهم، حاول ترامب أن يحوّل المحادثة إلى نقاش عن منشآت الاحتجاز، “الأقفاص” بتعبير ترامب – التي خلقتها إدارة أوباما لإيواء المهاجرين القصر القادمين من دون مرافقين.
وتحدث بايدن ساخطا بأن الأطفال الذين احتجزهم ترامب قد جاءوا برفقة ذويهم ، وأن هذه السياسة جعلت من الولايات المتحدة في “موضع سخرية”. وبالنسبة للكثير من الناخبين فإن الشريط الصوتي الذي يُسمع فيه الأطفال الذين فصلوا عن ذويهم يصرخون، ما زال حيا نسبيا في أذهانهم.
ولم يبد رد ترامب بأن هؤلاء الأطفال قد “تلقوا عناية جيدة” في “منشآت نظيفة جدا” مؤثرا في هذه المناقشة.
التغير المناخي
كان أحد أكثر مواضع الجدل سخونة بين المرشحين متعلقا بقضية الطاقة، وفاعلية مصادر الطاقة المتجددة على وجه الخصوص.
وقال بايدن إن الاعتماد الكبير على النفط ينبغي أن يستبدل بالطاقة المتجددة خلال فترة زمنية تتحرك فيها الولايات المتحدة للوصول إلى درجة صفر في انبعاث الغازات المسببة للتغير المناخي، بينما تعهد ترامب بمواصلة دعمه لاستخدام الفحم والنفط واصفا الولايات المتحدة بأنها مستقلة في مجال الطاقة، اي تعتمد على مصادرها الذاتية في إنتاجها.
وأجاب بايدن عندما سأله ترامب “هل ستغلق الصناعة النفطية؟” “نعم سانتقل من الصناعة النفطية لأن الصناعة النفطية تتسبب في تلوث كبير”.
وقال ترامب “إن خلاصة ما يقوله إنه سيدمر الصناعة النفطية” وقال مخاطبا سكان الولايات الأمريكية النفطية “هل ستتذكرون ذلك؟ يا تكساس؟ هل ستتذكرون ذلك يا بنسلفانيا وأوكلاهوما وأوهايو؟”.
بيد أن محاولة ترامب في أن يجعل من قضية دعوة بايدن لـ “الانتقال” بعيدا عن الطاقة المعتمدة على النفط، لم تلق الصدى الذي يأمل به الجمهوريون لدى الأمريكيين، في عصر السيارات الهجينة (التي تعمل بالكهرباء والوقود معا) والبيوت الموفرة للطاقة (ذات استهلاك الطاقة المنخفض).
الفساد
ومنذ بداية المناظرة لجا ترامب إلى التركيز كثيرا على بايدن ونجله، زاعما أن بايدن قد استفاد شخصيا من صفقات ابنه التجارية مع أوكرانيا والصين، ومشيرا إلى الأنباء الأخيرة التي اعتمدت على معلومات يُزعم أنها أخذت من الحاسوب المحمول لهنتر بايدن.
وكان دفاع بايدن نفي مطلق، تبعه بتغيير الموضوع إلى ضرائب ترامب وصلاته التجارية مع الصين. وقد صرف الرئيس ترامب وقتا طويلا في أعقاب ذلك في الزعم بأنه سبق أن دفع الملايين من الدولارات ضريبة، وقال مرة أخرى أنه سيكشف يوما ما عن عائداته الضريبية.
وبشكل عام، يمكن القول إن مديرة المناظرة ويلكر قد حصلت على إجابات على أسئلتها، وعلى مناقشة أكثر كياسة وثراءً من المناظرة السابقة.
بيد أنه وقبل 12 يوما على موعد الانتخابات، مازال بايدن متصدرا في استطلاعات الرأي، فهل سيعود أن أداء ترامب في هذا المناظرة سيعود عليه بفائدة كبيرة في كسب أصوات الناخبين؟ علينا الانتظار لمعرفة ذلك؟
عودة سعد الحريري: هل هناك “ضغوط” خارجية وراء تكليف الحريري بتشكيل حكومة جديدة في لبنان؟
تناولت صحف عربية قرار تكليف رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري بتشكيل حكومة لبنانية جديدة.
وتم تكليف الحريري بعد حصوله على غالبية أصوات النواب في الاستشارات النيابية التي أجراها. ويأتي ذلك بعد عام من تنّحيه عقب اندلاع احتجاجات شعبية.
“التحدي يكمن في التشكيل”
تقول صحيفة رأي اليوم في افتتاحيتها إن تكليف الحريري”يسجل سابقة فريدة من نوعها ليس في لبنان، وإنما في المِنطقة العربية برمتها فهذه هي المرة الأولى في تاريخ الثورات العربية التي أطاحت إحداها برئيس وزراء بسبب تهم الفساد المالي والاقتصادي والسياسي، ليعود إلى منصبه، وبعد عام بالتمام والكمال”.
وتضيف الصحيفة: “لكن هذه المرة على ظهر مبادرة فرنسية وضغوط أمريكية، ومفاوضات مفروضة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة تحت إشراف الأمم المتحدة، وبما يؤدي إلى بدء عمليات التنقيب عن الغاز والنفط”.
وتتابع رأي اليوم: “يجمع المحللون اللبنانيون على أن التكليف سهل، ولكن التحدي يكمن في التشكيل، وفوز حكومة الحريري الرابعة بثقة برلمان تملك الأغلبية فيه كتلتان مضادتان له، وهما كتلة المقاومة حزب الله، وكتلة التيار الوطني الحر بزعامة السيد جبران باسيل، العدو اللدود للسيد الحريري، ولم تسمِّه أيّ من الكتلتين، فلم يحصل السيد الحريري إلا على 65 صوتًا في المشاورات البرلمانية التي أجراها الرئيس عون من مجموع 128 نائبًا، وامتناع 53 عن التسمية، وهذه نسبة تأييد متدنية وهشة تجعل استمرار الحكومة الجديدة، ونجاحها بالتالي في يد تيار المعارضة المفترضة”.
وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية في افتتاحيتها: “عاد سعد الحريري إلى الواجهة من دون قناع. لم تكن استقالته استجابة لمطالب انتفاضة ١٧ تشرين، وليست عودته مطلبًا شعبيا. عاد لأنه يعتبر أن رئاسة الوزراء حقّه الطبيعي. عاد واعدًا بأنه هو نفسه، من كان أحد أسباب الانهيار، يحمل مشروعًا للخروج من هذا الانهيار”.
وتضيف الصحيفة: “لم يتضح بعد أيّ طريق سيسلك. هل يستكمل الانقلاب الذي بدأه مصطفى أديب، عبر محاولة فرض أعراف جديدة تتخطّى موازين القوى في مجلس النواب، أم يسعى إلى تفاهمات سياسية لتأليف حكومة اختصاصيين؟ لا يزال التنبّؤ بالأمر صعبًا بانتظار متابعة كيفية التعامل مع التيار الوطني الحُر. هل تختلف آلية العمل بين التكليف والتأليف، أم يصرّ على إقصائه فيكون له رئيس الجمهورية بالمرصاد؟”.
وترى الأخبار أن الحريري “عندما استقال منذ عام سنحت له الفرصة مجددا للعودة متسلحا بالورقة الإصلاحية التي وافق عليها مجلس الوزراء قبل استقالته. لم يوافق على التكليف حينها بحجة عدم تأييده من قبل الفريقين المسيحيين الأكبر، لكنه عاد ووافق اليوم. يبدو واضحًا إذًا أن القرار كان مُتخذًا بترك السفينة تواجه الغرق”.
وتمضي الصحيفة قائلة: “واليوم، ولما كادت (السفينة) تغرق، يُراد تعويمها. عند الاستقالة قيل إن القرار أو النصيحة أتت من جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره. هل العودة اليوم محمية بـنصيحة أخرى، مرتبطة بمفاوضات الترسيم وأجواء تهدئة إقليمية، من اليمن إلى بغداد مرورًا بسوريا ولبنان؟”
وتختتم الأخبار قائلة: “مَن يعرف الحريري يدرك أن إصراره على الحصول على التكليف ليس وليد بنات أفكاره. من دون إيعاز لا يمكنه المغامرة. والإيعاز لا يمكن أن يكون فرنسيًا فقط، وإنْ أكثر من التعبير عن الحرص على المبادرة الفرنسية”.
“تسهيل مهمة الحريري”
نقلت صحيفة اليوم السابع المصرية عن المحلل السياسي اللبناني بشارة خير الله قوله إنه “مطلوب من الفرقاء تسهيل مهمة الحريري من أجل تشكيل الحكومة، لأن المرحلة الراهنة استثنائية، وقد تكون الفرصة الأخيرة لتأمين الإصلاحات المطلوبة ومواكبة المبادرة الفرنسية، في ظل التسهيل الأمريكي”.
وأكد خير الله “أن جميع القوى السياسية ليست لديها مرشح آخر سوى الحريري، أي أنها ملزمة بتسهيل مهمة رئيس الوزراء المكلف لوضع حدّ للانهيار ووقف النزيف تمهيدًا لتأمين الإصلاحات، أي عدم وضع العصا في دواليب تأليف الحكومة”.
وفي صحيفة العرب اللندنية، يقول خيرالله خيرالله: “ليس معروفا بعد لماذا إضاعة مزيد من الوقت في لبنان في حين يقول المنطق إن أيّ تأخير في تشكيل الحكومة، في ضوء تكليف سعد الحريري تشكيل حكومة، يجعل إنقاذ ما يمكن إنقاذه أقرب من مهمّة مستحيلة”.
ويضيف: “ثمة من سيقول إن سعد الحريري ليس اختصاصيا، بل هو شخص سياسي. الرد على ذلك في غاية البساطة. إن موقع رئيس مجلس الوزراء في لبنان هو موقع سياسي، من الأفضل أن يتولاه سياسي كي لا يشعر أهل السنة بالغبن”.