ناقشت صحف بريطانية في نسخها الرقمية والورقية الصادرة صباح الإثنين “تجنب ملفات الشرق الأوسط في مناظرات الانتخابات الأمريكية”، “وعصر السلام الإسرائيلي الحقيقي”، علاوة على “مكافأة السودانيين على الثورة بالابتزاز”.
الإندبندنت أونلاين نشرت تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط بورزو دراغي بعنوان “الولايات المتحدة لازالت متورطة في حروب الشرق الأوسط فلماذا غاب ذلك عن مناظرات الانتخابات الرئاسية”؟
يقول دراغي إنه خلال المناظرتين الرئاسيتين بين المرشحين المتنافسين على منصب رئيس الولايات المتحدة، وهما الرئيس الحالي دونالد ترامب، ومنافسه جو بايدن تبادل الطرفان الاتهامات حول الكثير من القضايا الشائكة سواء كانت قضايا رئيسية مهمة أو فرعية قليلة الأهمية بما في ذلك جهود التصدي لوباء كورونا، والأوضاع الاقتصادية، وملف المهاجرين وغيرها لكن قضايا الشرق الأوسط غابت تماما باستثناء تلميحات بسيطة.
ويوضح دراغي أن الشرق الأوسط الذي جاء في أدنى ترتيب أولويات المرشحين خلال المناظرتين لم يستمر فقط في كونه ساحة ساخنة للصراع الدولي ولكنه أيضا يشهد تعقيدات متزايدة وتتوسع فبينما تناقش بايدن وترامب حول كيفية التصدي للتحدي الصيني لم يتناقشا حول كيفية التصدي للتوسع التركي وطموحات أنقرة المتزايدة في شرق المتوسط والصراع المستمر في شمال سوريا.
ويواصل دراغي المقارنة بين اهتمام ترامب وبايدن بالنقاش حول أسلوب التعامل مع البرنامج النووي الكوري الشمالي، وإهمال النقاش حول موقف واشنطن من الجهود الدولية للقوى الكبرى بخصوص الملف النووي الإيراني وجدوى انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي مع طهران، كما تم إهمال ملفات الصراع في كل من أفغانستان والصومال واليمن وسوريا.
ويقول دراغي إن “الناس أصيبوا بالملل من الصراعات المسلحة التي لاتنتهي في الشرق الأوسط فهذه المنطقة استنزفت تقريبا كل رئيس أمريكي وصل الحكم طوال السنوات الأربعين الماضية حتى لو كان ينوي في قرارة نفسه الابتعاد عن دوامة الشرق الأوسط”. موضحا أن الرئيس السابق جيمي كارتر وجد نفسه مضطرا “لمواجهة الثورة الإيرانية عام 1979، ما كاد يكلفة خسارة الفترة الرئاسية الثانية ثم الرئيس رونالد ريغان الذي واجه تفجيرات السفارة الأمريكية في لبنان ثم فضيحة إيران كونترا والتي شهدت تورط مساعديه في بيع أسلحة لإيران لدعم فرق الاغتيالات والقتل في وسط أفريقيا”.
ويواصل “حرب العراق الأولى بعد اقتحام صدام حسين الكويت استهلكت الكثير من جهد إدارة جورج بوش بينما وجد الرئيس التالي بيل كلينتون نفسه غارقا في بحر من الخلافات والاتفاقات الفاشلة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين” معرجا على مساهمة هجمات الحادي عشر من سبتمبر في تشكيل طبيعة فترتي رئاسة جورج بوش الابن وما جرى خلالهما من حروب في أفغانستان والعراق ثم باراك اوباما الذي تورط في الشرق الأوسط أيضا رغم سعية للابتعاد والتركيز على أسيا لكن ثورات الربيع العربي لم تتركه يفعل ذلك علاوة على ملف إيران النووي”.
ويختم دراغي قائلا “خلال الأسابيع القليلة الماضية ظهرت تحديات جديدة غير متوقعة ستطرح نفسها أمام الرئيس المقبل للولايات المتحدة منها الحرب في القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا والتي تورط فيها الروس والإيرانيون والأتراك وستؤثر على خط نقل الطاقة إلى أوروبا علاوة على الحروب الرئيسية المشتعلة في الشرق الأوسط لسنوات من سوريا إلى العراق ومن اليمن إلى أفغانستان ما يؤجج صراعات مستفحلة ويشجع ظاهرة الهجرة غير القانونية للغرب”.
“ثورة وابتزاز”
الغارديان نشرت مقالا لنسرين مالك بعنوان “السودانيون يتعرضون للابتزاز كمكافأة على ثورتهم”.
تقول نسرين إن “القليل من دول العالم فقط تعرضت لكم من العقوبات مماثل لما تعرض له السودان بعدما وصل الرئيس المخلوع عمر البشير للحكم بانقلاب عسكري عام 1989 حيث تعرضت البلاد لانعزال تدريجي عن بقية العالم” وما تلى ذلك من عقوبات اقتصادية بعد اتهام الخرطوم برعاية الإرهاب وإدراجها على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.
وتوضح نسرين أن الخرطوم جعلت نفسها أيقونة لانتهاك حقوق الإنسان بحيث أصبحت معلما أمام كبار ممثلي هوليوود وشبكة اللوبيات الكبيرة في واشنطن فكلما اقتربت الأمور من الحلحلة ضغطوا بشدة لإبقاء الخرطوم على قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات المترتبة على ذلك وهي العقوبات التي لم تؤلم البشير ولا المقربين منه لكنها آلمت السودانيين فقط.
وتقول “العالم تذكر السودان العام الماضي عندما تمكنت ثورة ملحمية من الإطاحة بالبشير وهو ما جاء بكلفة كبيرة بعد قتل الكثيرين خلال المواجهات مع قوات الأمن لكن النتيجة كانت تستحق، فالإحساس السائد في الشارع يرى أن الدماء وانعدام الاستقرار الاقتصادي والمخاطر السياسية كلها تستحق فقط لو تمكن السودانيون من تحقيق ديمقراطية تحفظ لهم كرامتهم”.
وترى نسرين أن مقابل كل ذلك يجد السودانيون أنفسهم مضطرين لدفع أكثر من 330 مليون دولار للولايات المتحدة مقابل رفع البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب على اعتبار أن ذلك يوفر العدالة لأسر الأمريكيين علاوة على اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي بدأ بالفعل في إثارة الغضب الداخلي، مضيفة أن الولايات المتحدة استمرت في التنمر على دولة ليس من المتوقع أن تحظى إسرائيل بالكثير من الفوائد عبر التبادل التجاري أو العلاقات السياسية معها لكن الأمر يندرج ضمن “بناء زخم بين الدول العربية” المطبعة مع إسرائيل ليصبح الطريق ممهدا أمام دول إقليمية أكثر أهمية مثل المملكة العربية السعودية للانضمام إلى طابور المطبعين.
وتخلص الكاتبة “إنها دراسة حالة حول كيفية تصميم الإطار الأخلاقي الذي يتم من خلاله صياغة قانون حقوق الإنسان وإنفاذه ليس لإحداث تغيير في النظام وسلامة وأمن الأشخاص الذين يعانون من طغاة، ولكن للاستفادة من الضحية لتعزيز مصالح أخرى”.
وتختم “يمكن للقوى الغربية أن تحافظ على تمثيلية العفة من خلال مهاجمة الدول الفقيرة ذات الأهمية الاستراتيجية الضعيفة. والثاني هو الحاجة إلى تحويل النظر بعيدا عن الحلفاء، مثل السعودية، الذين لم يكونوا في قفص الاتهام مطلقا للإجابة على أسئلة حول رعاية الإرهاب أو قمع المعارضة الداخلية”.
“السلام الحقيقي”
التايمز نشرت تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر حول إنشاء علاقات بين السودان وإسرائيل بعنوان “إسرائيل تحتفل بعصر السلام الحقيقي والسودان تبدأ العلاقات”.
يقول سبنسر إن السودان أصبح أحدث دولة عربية تعلن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الاتفاق تم بوساطة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكان مرتبطا بقرار واشنطن الأخير رفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ويعتبر سبنسر أن القرار الأمريكي يساهم في ضخ المزيد من الاستثمارات الخارجية في الاقتصاد السوداني ويدعم التبادل الاقتصادي مع الغرب وإسرائيل في وقت واحد كما أنه جاء بعد صفقات تطبيع مماثلة للاتفاق السوداني بين إسرائيل والبحرين والإمارات لكن “اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب أكثر أهمية بسبب الدور التاريخي للسودان كحليف لحركة حماس المسلحة في قطاع غزة والتي تستمر في رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة”.
وينقل سبنسر عن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله “هذا عصر جديد، عصر السلام الحقيقي، سلام يتوسع ويتمدد مع الدول العربية، ثلاث دول خلال الأسابيع القليلة الماضية” موضحا أن السودان قام بالفعل بتغيير موقفه خلال السنوات الماضية في الصراع الكبير المستمر في الشرق الأوسط من الاصطفاف في “جانب المقاومة الذي تتزعمه إيران إلى الجانب المؤيد للغرب بقيادة المملكة العربية السعودية”.
ويعتبر سبنسر أن الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير العام الماضي كانت العامل الأساسي لبدء التوجه بتغيير طبيعة العلاقات مع واشنطن وبالتبعية إسرائيل وبدء المفاوضات حول اتفاق التطبيع.