بتسللٍ ايجابي الى بعبدا وضع الرئيس سعد الحريري رئيسَ الجمهورية ميشال عون في اجواءِ تصورِه لتشكيلِ الحكومة وتولى موقعُ الرئاسةِ الأولى نشرَ المعلومات عن التقدمِ في ملف التأليف عازلاً بهذا المنحى بضعاً من محيطه الذي يغزلُ معلوماتٍ ومصادرَ السليم منها و غير السليم والمحشو بحقولِ الغامٍ وزارية وبدا ان الرئيسين اتبعا حميةً سياسية سواء لناحية عزلِ المصادر على صعيد قصر بعبدا او لجهةِ ضبطِ التصريحات وكمِ الافواه في المستقبل لصالح تسهيلِ التأليف وبقليلٍ مما تسرب ان الرئيس المكلف يضع سقفاً زميناً لا يتخطى الاسبوعين لتشكيل الحكومة وفي مواصفاتِها شكليا فهو يفضلّها: رشيقة و”بنت اربعتش” او ما يفوقها بقليل اما في مضمونِها فلم تخرج عن الخبراء والاختصاصيين ولا يغازل حيالَها اي كتلة سياسية سبق وقدمت له مغرياتٍ في تسهيل التكليف كالقومي والارمن وقد تعلّم الحريري من خبراء الماضي ومن اختصاصيي حكومة حسان دياب والذين في لحظةٍ سياسيةٍ حاسمة عاد بعضُهم الى الاصل السياسي.. واحد صرح عنها ان مرجعيته السياسية لا تسمح له بالكابيتال كونترول واخرى تحولت بصعقةِ تيار من وزيرة عدلٍ الى خبيرةٍ في شؤون سلعاتا واليوم فإن حكومةً من غير السياسيين.. سوف تعني انها من غير الاختصاصييبن من ذوي المرجعيات الحزبية وعلى هذه المواصفات جاءت عظةُ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي متوجهاً بشكلٍ مباشر الى الحريري قائلاً: تخطى أيها الرئيس المكلف شروطَ الفئات السياسية وشروطَهم المضادة وتجنب مستنقعَ المصالح والمحاصصة وشهيةَ السياسيين والطائفيين” وأضاف “نقول لك… احذر الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود فإنها تحمل في طياتها بذورَ خلافاتٍ ونزاعاتٍ على حساب نجاح الحكومة” تحذيرٌ وطنيٌ عام من بطريرك الموارنة.. وتخديرٌ كنسيٌ خاص من مطران الكنيسة الارثوذكسية الياس عودة نيافتُه.. سخّر الدينَ وعظةَ الاحد والصرحَ الكنسي ويومَ المؤمنيين للذمِ بوزيرِ التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب.. وهو قدحٌ في معرض مدح الوزير السابق الياس بوصعب عظة كاملة في الارشاد التربوي وصناعةِ الاجيال وإهمالِ الدولةِ المزمن لهذا القطاع والتخبّطِ في القرار والخططِ الارتجالية وتعطيلِ دورِ المركز التربوي ليخلصَ الى المطالبة باختيار وزيرٍ للتربية من ذوي الإختصاص والخبرة يعي المسؤوليَّة الكبيرة المُلقاة على عاتِقِه ويتصرّفُ بحكمةٍ ودرايةٍ دون كيديَّةٍ أو انحياز لكنَ الانحيازَ واردٌ في العظة بحدِ ذاتِها لكون مطرانِ الروم الارثوذكس قررَ تغليفَ الوزيرِ السابق الذي يتبع التقويمَ نفسه بثوبٍ كنسي تمهيداً لتطويبِه في مقابلِ تدنيسِ افعالِ المجذوب بدلاً من الاحتكامِ الى القضاء الذي اصبح الملفُ بين يديه غير ان ابو صعب الذي لجأ الى القضاء لا يبدو انه سيحتكم الى نتائجِه بل قرر الصعودَ على جرسٍ كنسيٍ لدقِ النفير واعلاءِ الصوتِ طائفيا بعد ان استنفذ كلَ الطرقِ الاخرى قد يلجأ السياسي متظلماً الى الكنيسة لكن هل بيوت الله يتم تجييرُها الى المتمولين الذين يغذون الكنائس بالتبرعات؟ وهل تحل عدالةُ “الآباء” مكانَ عدالةِ الارض؟ قبل اشهرٍ قليلة كانت معركةُ المطران عودة على محافظ بيروت.. وقد جاءه الوزراء من الطائفة الكريمة بخشوعٍ وايمان يطلبون الرحمةَ الكنسية.. واليوم يتدخل عودة في نزاعٍ بين وزيرين وضعا امرهَما امام القضاء.. الدين لله.. لكن الياس بوصعب للجميع.. كنيسةً وقضاءً وبِضعَ إعلام ومركزَ بحوثٍ تربوي وللبحث صلات عدة حتى لو استعان بالسموات والابوات لحمايته.