يحيي المسلمون اليوم الخميس، ذكرى المولد النبوي الشريف، التي تحل في شهر ربيع الأول من كل عام، وتستمر الاحتفالات في بعض البلدان نحو شهر كامل.بدءا من يوم 12 ربيع الأول لسنة 1442 هجريا، الموافق يوم الخميس 29 أكتوبر الجاري، حيث تحتفل الدول بيوم المولد باشكال مختلفه من حيث تقديم الحلوى والذكر وإقامة الأمسيات الدينية.
احتفالات هذه السنة تأتي بظروف خاصة، ابتداء من تداعيات فيروس “كورونا” التي أجبرت عديد البلدان على اختزال الاحتفالات، وثانيا بسبب الرسوم الفرنسية المسيئة للنبي محمد. وقال الأزهر إن “الرسوم المسيئة لنبينا العظيم عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخلقي والعرف الدولي والقانون العام وعداء صريح لهذا الدين الحنيف وللنبي صلى الله عليه وسلم”.
وتابع: “نرفض وبقوة وكل دول العالم الإسلامي هذه البذاءات، وندعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات”.
مظاهرات
في شرق آسيا، تواصلت المظاهرات الغاضبة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ انطلقت مسيرة في العاصمة البنغالية دكا الأربعاء، تضم مواطنين وناشطين من حزب “أويكيا جوت” الإسلامي.
ورفع المحتجون لافتات عليها عبارات مناهضة لفرنسا وماكرون، وطالبوا رئيس الوزراء، شيخة حسينة واجد، بـ”إدانة فرنسا وتصريحات ماكرون”.
بدورهم، أعرب عدد من مسلمي إندونيسيا عن استنكارهم الشديد لخطابات ماكرون، وأفعاله المناهضة للإسلام والمسلمين.
وقال الناشط الإسلامي رحمت حكيم بوسنيا: “ندين بشدة ماكرون الذي حاول بتصريحاته أن يهز مكانة الدين الإسلامي، ونعارض كافة أشكال أفعاله الاستفزازية الترهيبية المناهضة للإسلام”.
وأضاف قائلا إن “استمرار إهانة الإسلام أمر من شأنه أن يثير غضب المسلمين أكثر”، متابعًا “النبي محمد قدوة لجميع المسلمين. لهذا السبب ، يجب دائمًا حماية الدين الإسلام ونبيه واحترامهما ”.
مقاطعة مستمرة
تتواصل حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية بنشاط كبير للأسبوع الثاني على التوالي، ما دفع بعض الشركات الفرنسية في الدول العربية إلى إرسال تهاني بذكرى المولد النبوي، في إشارة إلى محاولة وقف خسائرها بحسب ناشطين.
وتقول تقارير إن حجم التبادل التجاري بين فرنسا والدول الإسلامية سنويا، يفوق الـ100 مليار دولار.
وقوبلت حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية بتفاعل كبير في الدول الإسلامية، لا سيما من قبل التجار والموردين الذين أعلنوا استغناءهم عن المنتج الفرنسي.
وكانت فرنسا دعت رسميا الدول الإسلامية إلى الكف عن مقاطعة منتجاتها، مطالبة الحكومات بوقف هذه الدعوات.
ويتواصل الغضب في العالم الإسلامي تجاه ماكرون، إذ غرّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بآيات قرآنية: “قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم). وقال تعالى (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ). صدق الله العظيم. اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد”.
فيما قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي، وأمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه “من المؤسف والمؤلم أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا وقد أصبح أداة لحشد الأصوات والمض”.