هي انتخاباتٌ أميركية لكنّ نتائجَها عالمية رئيسٌ للولاياتِ المتحدة يجري توزيعُه زعيماً على دولِ العالمِ قاطبةً الصناديقُ بينَ المدُنِ الأميركية والمَجْمَعُ الانتخابيُّ ينتشرُ على سطحِ الكرةِ الأرضية وكلٌّ يراهنُ على السيد الآتي فالثالثُ مِن تِشرينَ الثاني هو موعِدٌ يَضبِطُ فيه العالمُ ساعتَه على التوقيتِ الأميركيّ وَلَكأنّ كلَّ الدنيا تَقترع وحربُ المرشحَين ترامب وبايدن يُسمعُ إطلاقُ نارِها بينَ محيطٍ وخليج وتُرفعُ سيوفُها وقرقعةُ طبولِها لتُنذرَ بفوزِ الحزبينِ الجُمهوريِّ والديمقراطي تحت سقفِ بيتٍ أبيضَ واحد وفي آخرِ تقريرٍ لرويترز في التقييمِ الانتخابيّ أنّ نائبَ الرئيسِ السابق جو بايدن لا يزالُ يتقدّمُ على الرئيسِ الجُمهوريّ بفرقٍ كبيرٍ في استطلاعاتِ الرأيِ الوطنية.
لكنّ الفرقَ بينَ المرشحَين متقاربٌ في عددٍ كافٍ مِن الولاياتِ الحاسمةِ ما قد يتيحُ لترامب تجميعَ مئتينِ وسبعينَ صوتاً مِن أصواتِ المَجْمَعِ الانتخابيّ، وهو العددُ اللازمُ للفوزِ بالرئاسة ويأمُلُ الرئيسُ الحاليّ تَكرارَ ما فعلَه عامَ ألفينِ وستةَ عَشَرَ عندما هَزَمَ الديمقراطيةَ هيلاري كلينتون على الرَّغمِ مِن خَسارتِه في التصويتِ الشعبيِّ الوطنيِّ بنحوِ ثلاثةِ ملايينِ صوت غيرَ أنّ هذهِ النتائجَ منَ المحتمل ألا تُعرفَ قبلَ بضعةِ أيام، خصوصاً إذا قُبِلتِ الطعونُ القانونيةُ التي تركّزُ على قَبولِ الأصواتِ عَبرَ البريدِ في حالِ تقاربِ نتائجِ المرشحَين وقالت رويترز إنّ ثمةَ شعورًا بالقلقِ بينَ الناخبين ومخاوفَ مِن أيِّ اضطراباتٍ محتملةٍ بعدَ حملةٍ انتخابيةٍ ساخنة حيث غطّت بعضُ المباني نوافذَها تحسبًا لأيِّ احتجاجاتٍ ممكنة،
ومِن بينِها مبانٍ في واشنطن ومدينةِ نيويورك فيما أُقيم سياجٌ جديدٌ حولَ البيتِ الأبيض وككلِّ انتخابات, فإنّ المبارزةَ مباحة, بالسلاحِ الفوضويّ, والاتهامِ بالتزويرِ المسبَّق, ورشوةِ المزارعين واستمالتِهم من قبلِ ترامب تعويضاً عن خَسارةِ سوقِ الصينِ العظيم, وعواملِ التدخّلِ الروسيّ وحربِ تسريبِ البريد وما عدا الأسلحةَ الانتخابيةَ الفتاكة التي قد تنتجُ سيدًا للبيتِ الأبيض وسيداً آخرَ معَ وقفِ التنفيذ ونحن على مَسافةِ أيامٍ لمعرفةِ البيتِ الأبيضِ مِن الأسود،
وإذا كانت أميركا ذاهبةً الى انقسامٍ جُمهوريٍّ ديمقراطيّ فإنّ الجمهوريةَ اللبنانيةَ تنشطرُ عَموديًا وأُفقيًا وتترنّحُ تحتَ عمليةِ تأليفٍ فالتةٍ مِن رُعاتِها الدّوليين ففرنسا يُربكُها إرهابٌ امتدّ بالأمسِ إلى فيينا والولاياتُ المتحدةُ تقعُ في عُمقِ صُندوقٍ انتخابيّ وعلى هذا الرهان يلعبُ فئرانُ السياسة ويصطادون التعطيلَ مِن كلِّ حِزبٍ وصوب وإذا استمرّت لُعبةُ تذويبِ التشكيل وتجرّعَ الحريري كأسَ الاعتذارِ هذهِ المرة فإنه لا حكومةَ ولا بلد حتّى آخرِ العهد.