واعتبر الرئيس عون ان “عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي تعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة نقابلها باصرار على تحقيقها، وقد تم التمديد ثلاثة اشهر لشركة “الفاريز ومارسال” تأمينا لهذه الغاية”.
ولفت الى ان “الهم الأساسي حاليا هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلا عن تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء “كورونا”، إضافة الى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت”، لافتا الى ان “العقوبات الأميركية التي استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيدا”.
وذكر رئيس الجمهورية ان “كل هذه الأوضاع تتطلب توافقا وطنيا واسعا لتشكيل حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لاقرار قوانين إصلاحية ضرورية”، مشيرا الى “أهمية التشاور الوطني العريض في هذه المرحلة الدقيقة”.
وحمل الرئيس عون المستشار دوريل تحياته الى نظيره الفرنسي، مقدرا “وقوفه الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وهذا غير مسبوق لان الرئيس ماكرون صديق كبير للبنان”، مجددا “التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في ادانة الاعتداءات الإرهابية والاجرامية التي حصلت مؤخرا ومنها الاعتداء في مدينة نيس”.
وكان المستشار دوريل نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون واهتمامه بالأوضاع في لبنان، مؤكدا “متانة العلاقات بين البلدين”، لافتا الى “دقة الازمة الاقتصادية وخطورتها وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف كي تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي”.
وأشار دوريل الى ان “فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما منها المجال التربوي”، مذكرا بأن “وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات”.
وحضر اللقاء عن الجانب الفرنسي السفيرة آن غريو والمستشار السياسي جان هيلبرون، وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار أسامة خشاب.
الفرنسيُّ على خطِّ الترسيمِ الحكومي والأميركيُّ يلعبُ دورَ الوسيط في محادثاتِ ترسيمِ الحدود التي عَقدت جولتَها الرابعةَ اليومَ في الناقورة وفي هذه المحادثات ثَبَتَ أنّ لبنانَ بلغ سنَّ الرشد برفضِ وفدِه التنازلَ عن أيِّ مترٍ منَ الألفين والمئتينِ والتسعينَ كيلومتراً مربّعاً وهو ما أغاظ الوفدَ الإسرائيلي الذي طالب بتمديدِ الجلسة ساعةً إضافية وثَبَتَ أنّ الوفدَ اللبناني ليس مزوداً بالمستندات والوثائقِ فحسْب بل بمئاتِ الصواريخ الموجهةِ والجاهزة فيما تبيَن أنّ الإسرائيليَّ لا يملِكُ ولو قُصاصةَ ورقٍ تُثبِتُ مزاعمَه.
أما على خطِّ بيروتَ دمشق فجرى ترسيمُ العَلاقةِ اللبنانية السورية في مؤتمرِ عودةِ النازحين السوريين بوزيرِ الشؤونِ الاجتماعية فيما شارك وزيرُ الخارجية عَبْرَ تِقْنيةِ الفيديو وكرّر المطالبةَ بعدمِ ربطِ عودةِ النازحينَ بالحلِّ السياسي وفي المؤتمرِ مشاركةٌ عربيةٌ ودَوليةٌ باهتة كي لا يُنسَبُ الفضلُ الى الروسيِّ في حلِّ هذهِ الأزْمة واستُبعدت منه تُركيا لمساهمتِها في قتلِ الشعبِ السوريِّ بحسَبِ المُنظّمين قال فيه الرئيسُ السوريّ إنّ بعضَ الدولِ تعرقلُ عودةَ النازحين.