أكدت إدارة الخدمات العامة الأمريكية، الإثنين، 23 نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّ جو بايدن هو الفائز الواضح في الانتخابات الرئاسية 2020؛ ما يسمح ببدء انتقال السلطة رسمياً. وغرَّد دونالد ترامب أيضاً بالقول إنه وجَّه فريقه بالتعاون مع الانتقال، لكنه تعهد بمواصلة تحدي نتائج الانتخابات.
فما الذي يعنيه قرار إدارة الخدمات العامة؟ ولماذا تعد هذه الخطوة حاسمة لانتقال السلطة؟
ما هي إدارة الخدمات العامة الأمريكية؟
إدارة الخدمات العامة هي وكالة ضخمة تحافظ على عمل الحكومة الفيدرالية يوماً بعد يوم. ومن أجل أن تبدأ عملية الانتقال الرئاسي رسمياً، كان على إدارة الخدمات العامة الإقرار بالفائز الرئاسي، أو بالأحرى التأكد من “المرشح الناجح الواضح” في الانتخابات العامة. ولا يحدد قانون الانتقال الرئاسي والسياسات الفيدرالية الأخرى كيفية إتمام هذه العملية، لكن من المفترض أن تكون العملية غير سياسية، تقول صحيفة The Guardian البريطانية.
وفي سنوات الانتخاب النموذجية، يحدث الانتقال دون ضجة أو نقاش بعد وقت قصير من إعلان منافذ الأخبار الرئيسية نتائج السباق. وفي عام 2016، بدأت الوكالة في إتاحة مكاتب البيت الأبيض لفريق المرشح الفائز في وقت مبكر من أغسطس/آب، وأمكن الشروع في عملية الانتقال بعد إقرار هيلاري كلينتون بفوز ترامب في اليوم التالي للانتخابات.
لماذا تأخرت هذه الخطوة في العام الجاري؟
قالت الوكالة ومديرتها إميلي مورفي، المُعيَّنة من قِبل ترامب، إنه من المهم الانتظار لمعرفة كيف يمكن للمنازعات القضائية من طرف حملة دونالد ترامب الانتخابية، وإعادة فرز الأصوات في الأيام التالية للانتخابات، التأثير في نتائج الانتخابات.
وفي رسالة أبلغت بايدن بقرار الوكالة، يوم الإثنين، قالت إميلي إنها استندت في تأجيل خطوة الإعلان إلى “سابقة من انتخابات ماضية تنطوي على طعون قانونية وفرز غير مكتمل”.
وأشار الجمهوريون الذين يدافعون عن إميلي إلى أنَّ الانتقال قد تأخر في عام 2000 بعد اندلاع معركة قضائية بين آل غور وجورج دبليو بوش حول النتائج في فلوريدا، لكن فريق بايدن أشار إلى أنه في تلك الحالة كان يفصل بين المرشحين في تلك الولاية 500 صوت فقط، لكن حتى في الولايات التي يعترض فيها ترامب على النتيجة يتقدم بايدن عن ترامب بآلاف الأصوات.
قبل تأكيد إميلي أنَّ بايدن هو الفائز، أرسل الديمقراطيون في مجلس النواب خطاباً لها يطلبون منها الشرح بوضوح أسباب تأجيل الإعلان.
ما الذي تعنيه هذه الأخبار لفريق بايدن؟
تسمح خطوة إدارة الخدمات العامة لبايدن وفريقه بالوصول إلى إحاطات سرية والاجتماع بالمسؤولين الحكوميين. وتتيح كذلك لمسؤولي بايدن الوصول إلى المساحات المكتبية والأموال لدفع أجور الفريق الانتقالي. وقبل تحرك إدارة الخدمات العامة، يوم الإثنين، كان فريق بايدن ونائبته كامالا هاريس يجمع الأموال من التبرعات الانتخابية لتمويل عملية الانتقال السياسي، في ظل غياب الوصول إلى الأموال المُخصَّصة من الحكومة.
وبموافقة إدارة الخدمات العامة، يمكن لفريق بايدن أيضاً الانتقال إلى استخدام البريد الإلكتروني الحكومي وتلقي المساعدة من وزارة الأمن الداخلي لحماية خصوصية المسؤولين الجُدد أثناء تخطيطهم، على سبيل المثال، لاستراتيجيات الأمن القومي. وحتى حدود اللحظة، كان الفريق يفتقر أيضاً إلى دعم الأمن السيبراني لحماية البريد الإلكتروني وغيره من وسائل الاتصالات، وسط مخاوف من أنَّ روسيا أو الصين أو خصوماً أجانب آخرين قد يعترضون تداول معلومات سرية.
وستواجه إدارة بايدن مجموعة من التحديات العاجلة وغير المسبوقة عند توليها المنصب في 20 يناير/كانون الثاني، إذ ترتفع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولم يوافق الكونغرس على حزمة إغاثة للتخفيف من الأثر الاقتصادي للجائحة.
وكان بايدن قد حذَّر الأسبوع الماضي من أنه “نظراً لأنَّ إدارة الخدمات العامة لم تؤكد صحة فوزه، لم يتمكن فريقي الانتقالي من الاطلاع على المعلومات التي نحتاجها حتى نتمكن من التعامل مع كل شيء، بدءاً من الفحوصات وإعداد التوجيهات المتعلقة بالقضية الأهم للغاية، وهي توزيع اللقاح وخطة التطعيم”.
وفي الأسبوع الماضي، عندما حاول فريق بايدن-هاريس بدء العملية الانتقالية، رغم تقاعس إدارة الخدمات العامة عن إعلان الفوز، تواصلوا مع مسؤولي إدارة ترامب الذين تركوا مناصبهم مؤخراً، في محاولة لجمع المعلومات الأساسية في أثناء منعهم من الحصول على الإحاطات الرسمية.