هاخو حدثٌ عربيٌّ اخر يَشُقُّ طريقَه بين الصحراءِ في اتفاقِ تطبيعٍ آخرَ يختتمُ فيه ترامب ولايتَه الرئاسيةَ معلنا عن سلامٍ بين المغرب واسرائيل .
سلامٌ في مقابلِ الرمال تَعترفُ فيه الولاياتُ المتحدة بسيادةِ المغرب على الصحراءِ المغربية
ما الذي يميز اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل؟
لقد ناقشت صحف عربية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن المغرب أصبح أحدث دولة عربية توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وفي إطار هذا الاتفاق وافق ترامب على الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية.
“مشروع فتنة”
يرى عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية أن “الاتفاق المغربي الإسرائيلي جاء على أساس نظرية الأرض مقابل السلام، ولكن الصحراء الغربية وليس الأرض الفلسطينية، حيث اعترف الرئيس الأمريكي في تغريدة له بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء… لم يكذب الرئيس ترامب هذه المرة عندما قال إن تسع دول عربية تقف في طابور التطبيع، وحددها بالإمارات والبحرين والسودان والسعودية وقطر وسلطنة عمان والمغرب وتونس وموريتانيا، وها هي اتفاقات التطبيع تتناسخ وتتناسل الواحدة تلو الأُخرى، ولا نستبعد أن تكون أرضية المصالحة السعودية القطرية التي رعاها كوشنر هي التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي”.
ويقول الكاتب: “بات واضحا أن الكثير من الحكومات العربية، ملكيّة كانت أم جمهورية، تحل أزماتها الاقتصادية، أو مخاوفها الأمنية الناتجة عن فسادها وفشل سياساتها الداخلية على حساب القضية والشعب الفلسطيني، والثوابت العربية… إن هذا الاتفاق المغربي الإسرائيلي قد يحقق السلام لتل أبيب ومستوطنيها، ولكنه قد يكون في المقابل مشروع فتنة، وربما حروب وعدم استقرار في دول الاتحاد المغاربي التي ظلت محصنة في وجه الاضطرابات والحروب التي سادت المشرق العربي طوال السنوات العشر الماضية تحت عناوين الديمقراطية، وبتخطيط ومشاركة من أمريكا والدّول الاستعمارية الأوروبية الأُخرى”.
ونقلت العربي الجديد اللندنية عن أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع “رفض مجموعة العمل الوطنية القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يتآمر على الوحدة الترابية للمغرب وتماسكه الاجتماعي”.
قال ويحمان، في حديث مع العربي الجديد: “قضية الصحراء لا تحتاج إلى الصهاينة لكي يتم التعبير عن مغربيتها، فالمغرب في صحرائه، وهو واقع ذو بعد تاريخي واجتماعي وثقافي، وكذا من المنظور الواقعي للأمور”، معتبراً أن “تبرير التطبيع بقضية الصحراء أمر مفضوح وغير مقبول، وهو خضوع للابتزاز الذي صمد فيه الجانب الرسمي لسنوات، قبل أن يسقط في ربع الساعة الأخير هذه السقطة”.
“قرار تاريخي”
من جهته، يقول القاضي عياض في الصباح المغربية إن “القرار التاريخي الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بسيادة المغرب التامة والكاملة على صحرائه دعم صريح لا لبس فيه للقضية الأولى للمملكة. إن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء يدخل تغييرا شاملا على هذا النزاع الإقليمي المفتعل الذي أثاره وأدامه النظام الجزائري الذي يجد نفسه بذلك أكثر عزلة من أي وقت مضى”.
وأضاف أنه “لتجسيد هذه البادرة التي تنم عن الصداقة والدعم للمغرب، فإن المبادرة السيادية للدولة الأمريكية بافتتاح قنصلية بالداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، تعزز أكثر العلاقات الخاصة والاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”.
وتابع عياض أنه “فضلا عن ترسيخ الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين، فإن مساهمة الاستثمارات الأمريكية في النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، تشكل دعما لا لبس فيه من طرف أكثر الأعضاء تأثيرا داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للحل السياسي ذي المصداقية الذي تقدم به المغرب منذ سنة 2007 “.
ويقول بنطلحة الدكالي إن “الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه يشكل لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين الصديقين. كما أن دعم واشنطن للمغرب كحليف استراتيجي وبلد استقرار ومنصة أساسية نحو أفريقيا، يبرهن على عمق العلاقات بين البلدين والسعي وراء تعزيز الشراكة الاستراتيجية القوية بينهما والارتقاء بها إلى تحالف حقيقي يشمل جميع المجالات”.
وخلص الدكالي إلى القول بأن “هذا الاعتراف السيادي يشكل انتصارا للدبلوماسية المغربية تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويفتح عهدا جديدا في قضية هذا الملف الذي عمر طويلا بسبب تماطل خصوم الوحدة الترابية وتهربهم من الحلول الواقعية”.