جنةُ عدن التي وُعِدت بها حكومةُ اليمن وصَلت على سيوفِ النار فاستُقبلت استقبالاً حاراً بلغَ تفجيراتٍ رافقتْها من المطار إلى قصرِ المعاشيق في العاصمةِ اليمنيةِ الموقّتة نجا الطاقَمُ الحكوميُّ المصنّعُ في الرياض.. فيما سقط عددٌ كبيرٌ من القتلى والجرحى بانهمارِ الصواريخِ على المطارِ لحظةَ وصولِ الطائرة.. والتي كان وفدُها يمهّدُ لبَدءِ أولِ نشاطٍ وزاريٍّ منذ تأليفِ الحكومةِ باتفاقٍ خليجيّ ومن مهامِّ الحكومةِ المتفجرةِ التي تضمُّ أربعة وعشرينَ وزيرًا شَمالاً وجَنوباً إنهاءُ الخلافِ بينَ الحكومةِ اليمنيةِ السابقةِ والانفصاليينَ الجَنوبيين وذلك للتفرّغِ لمواجهةِ الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرةِ على مأرِب وسارعت حكومةُ معين عبد الملِك إلى اتهامِ الطرفِ الحوثيِّ الذي نفي التُّهمةَ وعدَّها “أسطوانة مشروخة” ولأنّ التحالفَ المستجِدَّ بينَ الرئيسِ عبد ربه منصور هادي المدعومِ منَ السُّعوديةِ والانتقاليّ المدعومِ مِن الإمارات يشوبهُ كثيرٌ من الخلافاتِ فقد توسّعت دائرةُ الاتهام لتشمَلَ التحالفَ العربيَّ نفسَه وتَمُرَّ على القاعدةِ أقوى التنظيماتِ التي تتمتّعُ بنفوذٍ كبيرٍ في جَنوبيِّ اليمن وقد وقّعت على تفجيراتٍ وعملياتٍ إرهابيةٍ عدة.. والاتهامُ لا يَستثني الحوثيينَ على الرَّغمِ مِن نفيِهم
أما لبنانُ بينَ كلِّ هذهِ الاتهامات فقد كان الضحيةَ هذه المرةَ حيث اُصيبت يارا محمّد خواجة المُتحدّثةُ الرَّسميةُ باسمِ اللَّجنةِ الدَّوليةِ للصليبِ الأحمرِ في اليمن بعدما وَثّقت معاناةَ هذا البلدِ في تغريدةٍ قائلة: لم أعتدْ يومًا المأساةَ التي يَختزنُها هذا البلدُ الجميل.. المسؤوليةُ كانت تُثقلُ كَتِفَيَّ كلَّ مرة وعلى المقاسِ المحليّ فإنّ لبنان “لا طال حكومة اليمن ولا عنَب الشام”.. وهو ليس مؤهَّلاً حتى لتأليفِ حكومةٍ مجروحةٍ أو متفجّرة فيما الصواريخُ السياسيةُ تنزِلُ بينَ المَقار وبغيابِ الرئيسِ المكلّفِ سعد الحريري الذي تناولَ الجُرعةَ المضادةَ لكورونا و”تلقح” في الخارج.. فإنّ رئيسَ الجُمهورية ميشال عون بعثرَ المكوّناتِ الحكومية “ولقح” على طاولةِ بعبدا وفداً منَ الحزبِ الديمقراطيِّ اللبنانيِّ ضمَّ النائبَ طلال أرسلان ووزيرَ الشؤونِ الاجتماعية والسياحة رمزي مشرفية والوزيرَ السابقَ صالح الغريب وقلّب الوفدُ معَ الرئيس في العدّادِ الوزاريّ “طالع نازل”.. وعشرون وزيرًا بدلاً مِن ثمانيةَ عَشَرَ “لن تخرّبَ البلد” على حدِّ قولِ أرسلان وغداً إذا أراد رئيسُ الجُمهورية اتباعَ وَحدةِ المعايير واستقبالَ وفودٍ حزبيةٍ تطالبُ بحصتِها نصبحُ بجيشٍ حكوميٍّ مؤلّل واللافتُ أنّ الرئيسَ عون استجابَ لآراءِ وفدِ الديمقراطيّ ولم يبلغْه أنّ ما يطالبونَ به يشكّلُ تعدياً على صلاحياتِ الرئيسِ المكلّفِ الذي كان جهّز حكومتَه من ثمانيةَ عَشَرَ وزيرًا غيرَ قابلةٍ للقيمةِ الوزاريةِ المضافة ومن بينِ كلِّ المتحرّكين سياسياً بدا رئيسُ حكومةِ تصريفِ الأعمال حسان دياب.. كحكومةِ عدَن, محاصراً ويبوحُ للصِّحافةِ بجرحٍ عميق وهو قال لرويترز إنّ هناكَ قرارًا دَوليًا يقضي بالتوقّفِ عن مساعدةِ لبنان.. لأنّ لديهم مشكلةً معَ حِزبِ الله وفي عمقِ جرحِ حسان دياب اكثرُ من سؤالٍ عن البقيةِ الباقيةِ من نتيراتِ الامنيوم التي لم تنفجر.. عن دورِ المجلسِ الأعلى للدفاع.. وعن سرِّ عدمِ توقيفِ أيِّ قاضٍ أو مسؤولِ جِهازِ أمن ليبقى أنّ الابرزَ في تساؤلاتِه يلتفُّ حولَ المجلسِ الاعلى الذي يرأسُه رئيسُ الجُمهورية.
فكيف لم يبلّغْ في اكثرَ من اثنين وعشرينَ اجتماعاً عن هذا الخطر ؟ وكيف كان المديرُ العام للجمارك الموقوف بدري ضاهر يزورُ قصرَ بعبدا كحبةِ دواءٍ صباحاً ومساءً ولم يبلّغْ ميشال عون بالموادِّ المتفجرة .