نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا تحليليا كتبه باتريك كوبرن يقول فيه إن ما أفسده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الولايات المتحدة يصعب إصلاحه.
يذكر باتريك أن بعض المراقبين يتخوفون من استمرار أفكار ترامب حتى بعد مغادرته السلطة. وأنه ربما يعود بعد أربعة أعوام.
ولكن الكاتب يرى أن هذا الأمر مستبعد تماما، بل يكاد يكون مستحيلا، لأنه سيكون بعيدا عن البيت الأبيض ولا يملك الأوامر التنفيدية التي يبهر بها أتباعه، كما لم يعد له صوت مباشر عبر تويتر ومحطات التلفزيون مثلما كان الحال وهو رئيس.
فهو الآن معزول غير قادر على إمتاع الجمهور مثلما اعتاد، ولا يستطيع تصدر عناوين الأخبار في الولايات المتحدة وفي العالم تقريبا مثلما كان يفعل من قبل.
ويضيف الكاتب أن مشكلة “التيار الترامبي” أنه لا تقوم له قائمة دون ترامب نفسه، وتجربته وقدراته كنجم في تلفزيون الواقع على التحكم في الأخبار. فهو ليس تيارا مثل الفاشية الأوروبية في العشرينات والثلاثينات. بل هو مزيج غير منسجم من الخوف والكراهية والأحلام. وهو بحاجة إلى زعيم أكثر من غيره من التيارات الأخرى.
ويقول الكاتب إن الذاكرة الجماعية العالمية لن تنسى أبدا أن الولايات المتحدة أنتجت رئيسا مثل ترامب يسيء إدارة أزمة فيروس كورونا ويترك 400 ألف أمريكي يموتون بسبب ذلك.
ويضيف أن جميع القوى العظمى في العالم لها جانب من المبالغة في تفوقها على غيرها، وقد ظهر هذا الهراء في ترامب، فضعفت الولايات المتحدة بسببه إلى الأبد.
ويذكر أن الولايات المتحدة عرفت انقاسامات، بسبب العرقية وعصر العبودية وسنوات الحرب الأهلية، وقد طوت هذه الصفحات التاريخية. لكن اقتحام مقر الكونغرس أثار مخاوف من أن تتكرر هذه الأحداث مستقبلا.
أما ترامب الرئيس فلم يفعل شيئا، بحسب الكاتب، غير تعزيز برنامج الجمهوريين التقليدي، وهو خفض الضرائب وتخفيف القيود. أما بالنسبة لأتباعه من الطبقات المهمشة، فكل ما أعطاها هو الكلام والوعود.
“بداية جريئة”
ونشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا افتتاحيا تتحدث فيه عن وعود الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لمعالجة المشاكل التي تواجهها بلاده.
وتصف الصحيفة بداية الرئيس بايدن بأنها جريئة. فقد أعلن عن خطة لإنعاش الاقتصاد المتضرر من جائجة فيروس كورونا قيمتها 1،9 مليار دولار. كما وعد برفع الحد الأدنى للأجور وبرعاية صحية أوفر.
وخصص 400 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا وحده، لتتمكن المدارس والجامعات من فتح أبوابها من جديد. ولكن ليس مضمونا أن تمر هذه الوعود كلها في الكونغرس على الرغم من سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ.
وتتوقع الفاينانشال تايمز أن يدعو بايدن في خطاب التنصيب الأربعاء إلى لم شمل الأمة بعد أحداث اقتحام الكونغرس وما تخللها من عنف.
وترى الصحيفة أن على بايدن من الناحية السياسية أن يتخذ قرارات قوية ومشاريع كبيرة من أجل أن يبدد الشكوك التي تحوم حول قدراته الرئاسية.
فالرجل قضى 40 سنة في أروقة السلطة دون أن تُعرف عنه أي أفكار أو مشاريع كبيرة. وعندما فضله الديمقراطيون مرشحا لهم على بيرني ساندرز لم يفضلوه بسبب جرأته، بل اختاروا فيه البراغماتية.
ولكن الظروف الطارئة التي يعيشها العالم بانتشار فيروس كورونا جعلت المفاهيم تتغير، بحسب الصحيفة، وكذلك المشاريع والحلول، التي لابد أن تتناسب مع حجم الأزمة.
“سجناء المصالحة”
ونشرت صحيفة الغارديان مقالا كتبه عبد الله العودة، ابن الداعية السعودي المسجون سلمان العودة، يطالب فيه بالإفراج عن والده بعدما تحققت المصالحة الخليجية.
يقول عبد الله إن والده واحد من بين الكثير من سجناء الرأي في سجون السعودية. وبعد الاتفاق الخليجي على رفع الحصار عن قطر بقيادة السعودية، يبقى السؤال مطروحا عن مصير السجناء الذين زجت بهم السعودية في السجن بسبب مواقفهم من هذا النزاع الذي دام ثلاثة أعوام ونصف.
ويضيف الكاتب أن المصالحة خطوة إيجابية لأنها تقلل من مخاطر النزاعات ولكن لابد من الاعتراف بانتهاك حقوق الإنسان خلال تلك السنوات من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وخرق الأعراف الدبلوماسية التي نتج عنها الخلاف مع قطر أصلا.
ويذكر عبد الله العودة أن وجه السعودية تغير سياسيا واجتماعيا منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان ولكن في أغلبه إلى الأسوأ، إذ طالت الاعتقالات العلماء والصحفيين والناشطين، وارتفع عدد الإعدامات، فأصبح المجتمع يعاني من الاختناق.
ويقول إن من بين سجناء الرأي الكثيرين “والدي الدكتور سلمان العودة، الذي تُعد محنته محيرة”، فهو رجل له 13 مليون متابع على تويتر، ومؤلقاته مترجمة إلى الكثير من اللغات، ومعروف بالدعوة إلى الإصلاح.
ومنذ اعتقاله في سبتمبر/ أيلول 2017، لا يزال في سجن انفرادي. وسبب سجنه هو تغريدة كتبها بموقع تويتر قال فيها: “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألّف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.
وكانت السلطات السعودية تطالب جميع الدعاة ورجال الدين بدعم موقفها من حصار قطر. ولكن العودة رفض، مبررا موقفه بأن المصالحة أفضل من الطريق الذي سلكته حكومة بلاده.